الطيوب
على حائطه الشخصي، أعلن الناقد والفنان التشكيلي عدنان معيتيق، دخول كتابه (رياحين: مقالات عن تجارب مختارة في التشكيل العربي المعاصر 2022)، إلى المطبعة ليكون متاحاً خلال الفترة القريبة القادمة.
الكتاب يتضمن 36 تجربة تشكيلية عربية، بالإضافة إلى المقالات التي كتبت عن التجارب الليبية بعد صدور كتابه (مكامن الضوء) في 2020م.
وحول الكتاب، يقول معيتيق:
قبل الحديث عن محتوى الكتاب، كان لِزاماً عليْ أن أسرد قصة وعلاقتها الوطيدة بهذا العنوان “رياحين” مقالات عن تجارب مختارة في التشكيل العربي المعاصر؛ من ضمن تجاربي التشكيلية في فترة التسعينات كنت قد رسمت “الجدة الام” ام جدي الشاعر محمد عبدالله معيتيق بعد أكثر عشرة سنوات من رحيلها عن الدنيا، سنة 1998، بورتريه مقاس يكاد ان يكون بالحجم الطبيعي نصفي بالزي الليبي وكانت ملامحها متقاربة من ملامح اللوحة وما كان متطابقا هو شخصيتها وجبروتها في بعض الاحيان وحضورها الدائم في مواصفات القيادة بين الجميع من افراد العائلة، فكانت اللوحة موضع عدم ترحيب من اغلب افراد العائلة لعدة عوامل منها قصة صورة المتوفي وخصوصا عندما تكون متمثلة بالألوان وعلى سطح القماشة فالذاكرة والوعي الجمعي عندنا مازال لا يرحب بالصورة المرسومة ولا يتم الاحتفاء بها وتجنب تغليقها في البيت، فكان المكان الوحيد الطبيعي لهذه اللوحة هو مرسمي الخاص، وبينما كنت في المرسم كانت اللوحة بجواري دخل جدي الشاعر محمد عبدالله معيتيق ابن “الجدة الام” خديجة المغراوي صاحبة البورتريه وجلس على كرسي قصير يكاد ان يلامس الارض بجوار اللوحة وقلت له قبل ان يبدا بالكلام : جدي، هذه امك رسمتها منذ اشهر، وضع يده على اعلى اللوحة في منطقة الراس وتحديدا على “الكوفية” المزركشة باللون الأحمر القاني والاصفر والقليل من الابيض ومسح بيده الى الأسفل بكل رهافة وكأنه يتحسس سطح حي من لحم ودم وانسجة وخلايا و روح و اردف قائلا: “ليتها تتكلم”، حينها شعرت بعمق الكلمة (النقد الفني) التي تصف المشاعر عند مشاهدة الاعمال الفنية وخصوصا من شاعر اديب له دراية عميقة بالجمال وما يخصه من الموضوع الموصوف نفسه، لأنها امه التي اشتاق اليها والفرق الشاسع في التلقي للعمل الفني المرسوم بين صاحب ملكة وحساسية عالية في التقاط الجمال وبين عامة الناس.
من هنا قررت ان يكون اسم الكتاب “رياحين” عن ديوان الشاعر محمد عبدالله معيتيق، الصادر سنة 1971م تكريما لمسيرته المبدعة وشخصه الكريم وبما ان الكتاب عن مقالات في التشكيل العربي والتي كتبتها في سنوات مضت، نشرت في صحف ومجلات محلية وعربية، المقالات الموجودة بالكتاب عن عدد 36 تجربة تشكيلية عربية معاصرة من أغلب البلدان العربية، متنوعة الاتجاهات والمدارس وكلها تحمل طزاجة فنية تدفع بالكتابة عليها والإشارة الى منجزها الكل في بلده والكثير منها تجاوز حدود الوطن إلى فضاءات أرحب وأكثر انتشارا ليكون في هذا الكتاب تحت اسم: رياحين ” مقالات عن تجارب مختارة في التشكيل العربي المعاصر” أتمنى ان يكون لهذا الاصدار وقع إيجابي عند القارئ الكريم.