الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان
نظمت لجنة التخطيط اللغوي بمجمع اللغة العربية طرابلس ضمن البرنامج العلمي والثقافي للمجمع لعام 2022م، محاضرة بعنوان (التأسيس اللغوي للأطفال) ألقتها الدكتورة “فريدة المصري” صباح يوم الأربعاء 28 يوليو الجاري بقاعة الاجتماعات، وقدمت وأدارت المحاضرة الدكتورة “سهام محمد الحمري” حيث قرأت نبذة من السيرة الذاتية والأدبية للدكتورة المُحاضِرة فهي أستاذة نظرية الأدب والنقد بجامعة طرابلس وترأست قسم اللغة العربية بكلية اللغات جامعة طرابلس عام 2019م، مهتمة بدراسة أدب الطفل فمن إنتاجها في هذا المجال كتاب (أدب الأطفال في ليبيا في النصف الثاني من القرن العشرين) الصادر عام 2008م إضافة للكثير من المؤلفات في النقد والرواية.
المرحلة التأسيسية
وانطلقت الدكتورة فريدة في محاضرتها من خلال عدة محاور رئيسة منها : خصائص المراحل العمرية للطفل وعلاقتها بالتطور اللغوي مشيرة إلى ما وصفته بالجرح الذي يكمن من المعطيات أهمها ضعف المستوى العام في اللغة العربية وعلومها وفنونها والذي نجده واضحا لدى طلاب الجامعات بحكم التعاطي معهم في قاعات الدرس، وهذه تعد معضلة كبيرة تواجه الطالب الجامعي وأحيانا حتى بعض المعلمين في المراحل التعليمية المختلفة، وتابعت إنه يتوجب لوضع حل لهذه المشكلة لابد من العودة لجذورها وإصلاح نقاط الخلل فيها حتى تستقيم الأمور، ورأت الدكتورة فريدة في تصورها بأن الطالب عندما يصل لمرحلة متقدمة من السنوات التعليمية ومن العمر عندئذ تعصب معه عملية الإصلاح مما حذا بأغلب علماء التربية وعلماء الطفولة بالإتجاه للجذوع والبنية الأولية وللإنسان في مراحله الأولى فالمراحل الأولى من حياة الإنسان بطبيعة الحال تشكل هُويته وشخصيته ووجدانه وإنتمائه وإرتباطه بالأماكن والأشياء كالدين واللغة والمجتمع.
المصالحة مع اللغة الأم
وأضافت إنه إذا أردنا تمكين الطلاب من المصالحة مع لغتهم الأم فعلينا أن نهتم بتنشئتهم اللغوية منذ الطفولة وأردفت قائلة إن مصطلح المصالحة مهم لأننا بدأت فعلا نشعر أن الطالب غير متصالح مع لغته ولكي نستطيع معالجة قضية الضعف اللغوي ينبغي أن نتصالح مع اللغة ومع الذات وهو مبدأ أو ألية العمل الأول حسب تقدير الدكتورة فريدة وتضيف أيضا أن غياب تصالح الطالب مع لغته كونها لم تُعطى له بالشكل المُحبب أثناء مراحله العمرية الأولى مؤكدة أن تصالح الإنسان مع الأشياء من حوله يبدأ من اللعبة ومرورا بالنشاطات المختلفة حتى يصل لمرحلة النضج وأوضحت الدكتورة فريدة أن التوجه للتأسيس اللغوي لا يعني أننا نبتغي إنتاج علماء لغويين في النحو والصرف فهذا شأن الأقسام المتخصصة بقدر ما نسعى للخروج بطالب قادر على القراءة والكتابة بشكل سليم وصحيح وعلى استيعاب الفهم بهذه اللغة ذلك أن اللغة تمثل القاطرة الأولى للفكر والعلم والتعليم وهذا هو التحدي الصعب.
مسؤوليات الدولة
من جانب آخر تطرقت الدكتورة فريدة لدور الأدب في التنمية اللغوية ودور المنصات الثقافية والإعلامية على شبكة الإنترنت ودور الإنترنت في التأسيس اللغوي لاسيما لدى الطفل مؤكدة أن على الكتاب والشعراء اللذين يكتبون مادة موجهة للطفل ضرورة معرفة جمهورهم وطبيعة المتلقين لمادتهم وأشارت إلى أن بعض دور النشر في ليبيا يعزوها إنتاج يعتني بأدب وثقافة الطفل قياسا بالدول الأخرى، مضيفة أن هنالك معايير وشروط تختلف من مرحلة لأخرى في مسألة مخاطبة الطفل عبر الكتب القصصية والتعليمية وهو ما يمتاز به أدب الأطفال عن أدب الكبار، كما أشارت إلى أن من مسؤوليات الدولة توجيه أولياء الأمور لتنمية قدرات أطفالهم اللغوية والتعليمية.