شعر

وراءهنّ ظلمةٌ

وراءهنّ ظلمةٌ

وصمتٌ بليغ

تحتهن ميتٌ

و بقايا لحم عجل مطبوخ

فوقهن سماء

تفتح باب غرفة نومها

وعرقٌ دافءٌ غزير يسيل من عين طائر أسود، ابيض بلا أجنحة

بين أيديهن خاتمٌ و غربال

و سن فيل طويل، مقوس،

و جسد باردٌ و نهرٌ بلا نبض،

و رغيف خبز يابس، و همهمات حزينة.

لا ساقي بلغتْ قاع البحر

و لا ساقي حطّتْ على رمل جاف!

ليس من جوع

و ليس من مسّ شيطان

ليس من خوف

و ليس من فرح

و ليس من إيمان بشيء غامض.

أمام الكاميرا هناك من يقف في البقعة المضيئة

و هناك من لا يجد إلا الظلّ لكنه يبتسم و يضع يده خلف ظهره ليظهر السمو في عينيه و ميلان رأسه إلى الضوء.

و هناك من يفتح عينيه ببطء كي لا تختفي الأحلام سريعا من رأسه و هناك من يشدّ على أصابعه و يثني قليلا من ركبتيه كي يتشرب الحائط بعضا من طوله

و هناك من يقرأ السورة من أولها و يعد الكؤوس على طاولة المقهى.

شعرها موج بحر صخّاب في الشتاء

هفهفة الفستان على الرمل مثل رقص عياسيب هائجة

حزام الحرير الأحمر يفتح بوابة الشهوة مبللة واسعة .

بيديها الناعمتين مدّت العجينة على رخام روماني قديم

كان الحلم لا يزال رطبا و قادرا على تسريب الرعشة في جسدها. لم تنس أن تضع الأحمر على خديها و أن تزرِّرَ صديريتها فلا يبق إلا العنق شامخا أبيض.

ترك القنينة على السجادة الصغيرة

“زيت زيتون من قشتالة” قال

ثم مضى.

مقالات ذات علاقة

زهر الليمون

عطية الأوجلي

خلسة

كريمة حسين

لا شيء يشبهك

المشرف العام

اترك تعليق