في ذكرى أربعين الراحل الفنان التشكيلي عبدالرزاق حريز،
نعيد نشر مقالة الأستاذ يسري عبدالعزيز حول تجربة الفنان.
يسري عبدالعزيز
في شهر اغسطس 2011 وبعد ان تحررت طرابلس من حكم العهد السابق ظهرت على احد الأسوار بمنطقة سكني عبارة خطت بخط جميل وتحمل في مضمونها معنى كبير لفت انتباهي… عبارة فيها الكثير من التعقل والحكمة لو عملنا بها لما وصل حالنا لما هو عليه اليوم من تباغض واختلاف… عبارة من ثلاث كلمات تقول ببساطة ووضوح:
“التسامح خير انتقام”
من اختار هذه العبارة الجميلة وخطها بخطه المتقن على حائط ذلك السور هو الخطاط والفنان التشكيلي عبد الرزاق حريز الذي اعاد تضمينها بعد ذلك في واحدة من لوحاته.
عبد الرزاق حريز هو واحد من الفنانين المبدعين في فن الحروفيات في بلادنا… والحروفيات أو الحروفية وكما تصفها موسوعة ويكبيديا هي حركة في عالم الفن التشكيلي ظهرت في أواخر القرن العشرين بين الفنانين العرب و غيرهم ممن استلهموا جماليات فنون الخط العربي و حوروها في أعمال فنية بشكل معاصر.
سبق لعبد الرزاق ومنذ سبعينيات القرن الماضي أن شارك بأعماله في عدة معارض جماعية محلية كان أخرها معرض ” دواية ” المختص بفن الخط والحروفيات الذي اقيم بدار الفقيه حسن العام الماضي (2020) .
كما كانت له مشاركات بمعارض خارجية في كل من: بنغلاديش (1987) / المغرب (1990) / النمسا (1990) والشارقة (1999)
الفنان على الزويك وصف حركة الفرشاة في لوحات عبد الرزاق بأنها (ترسم بكل الأوضاع حول نفسها… لها حرية حركة مطلقة… من الداخل تكون البداية… ثم إلى الخارج تطرح محاولات البحث في النص البصري… اللوني… من ادائية… بدون رتابة ولا تنميق ولا تزيين).
ما يميز اعمال عبد الرزاق حريز في فن الحروفيات شيئان:
أولهما: هو أنه ليس فقط رسام تشكيلي بل هو أيضا خطاط متمكن من فنه في مجال الخط وتنويعاته.
وثانيهما هو حسه الذوقي الراقي في تلوين لوحاته باختيار الألوان المتناسقة وتحديد الشكل الذي سيمنحه لها بخطوط فرشاته ومكانها في اللوحة بما يضمن اظهار عمله بأكبر قدر ممكن من الجمال الذي يريح عين المشاهد وينال إعجابه.