متابعات

ندوة عن كتاب ’’مواهيم الجبل‘‘ للدكتور محمد المفتي

د. محمد محمد المفتي

محاضرة الدكتور محمد المفتي (الصورة عن مؤسسة زازا للثقافة والتنمية)
محاضرة الدكتور محمد المفتي (الصورة عن مؤسسة زازا للثقافة والتنمية)

في مدينة البيضاء انعقدت يوم الأحد 29 مايو، ندوة فكرية حول آخر إصدارات الدكتور/ محمد المفتي وهو كتاب ”مواهيم الجبل”، الذي يتناول التاريخ الاجتماعي للجبل الأخضر…

افتتحت الجلسة المهندسة فتحية المفتي مؤسسة جمعية زازا للثقافة والتنمية وأدار الجلسة الشاعر والأديب أحمد بللو. وتناول المؤلف مادة الكتاب على محاور هي:

• الأبعاد الاجتماعية للماء: مشيرا إلى أن غزارة ما يسقط على الجبل الأخضر من مياه مسئولة عن خصوبة الجبل، لكن سقوطها موسمي، وهذه الحقيقة كانت لها انعكاساتها على البنية الاجتماعية  وإيقــاع الحياة بالجبل عبر العصور. فالأمطار موسمية ولتعويض جفاف الصيف يرحل أهل الجبل جنوبا في الصيف لسقاية أغنامهم  من مباه البحيرات الموسمية (البلط) في جنوب الجبل. ومنذ قـديم العصور قادت هذه الحركة الموسمية إلى تأسيس مبدأ الملكية الجماعية للأرض والماء  وظهرت القبيلة كمنظومة دفاعـية.

• المحور الثاني  بعـنــوان عـمر المختار: ولا خلاف طبعا على شجاعته ورباطة جأشه. لكن ثمة سمات ميزت حركة مجاهدي الجبل أو المحافظية، فقد كانت منظمة إداريا كما تشهد  أوصال للمعاملات المالية التي وصلتنا، وعسكربا تبنى المحافظبة استراتيجية هجومية متواصلة لا تنتهي بانتهاء المعركة. وفوق كل هذا كان المحافظية حركة ذات قـيـادة لاجـهـويةل ولاقبلية. وضمت القيادة إلى جانب عمر المختار (وهو منفي من البطنان) ويوسف بو رحيل المسماري، والفضيل بوعمر (من أوجـلـه) عبد الحميد العبار (عاقوري) وعصمان الشامي (من الشام) وعلي اليمني (الشاب القادم من اليمن) ولعل هذه الاختيارات تعكس الروح العامة التي بثـتـها السنوسية. وإثـر معركة المشرك في مصراته واستشهاد سـعـدون السويحلي التحـق بعض رجاله بالمحافظية في الجبل الأخضر وعرفوا بطابور السويحلية. ولعل هذه السمات التي ذكرناها تفسر الارتباط الروحي الذي جعل عمر المختار رمزا موحدا للهوية الوطنية.

• السنوسية والسلم البرقاوي: خلال اقل من خمسين سنة من بناء الزاوية البيضاء تأسست زوايا انتشرت في أرجاء برقة ولعل أجل مهمة حققتها السنوسية كانت إرساء مبدأ التصالح والسلم بين القبائل في برقة. ولعل هذه الروح كانت قاعدة لإصدار ميثاق الحرابي في القيـقب ودرنة عام 1946، وكانت المظلة لمرحلة الاستقلال.

• وجاء المحور الرابع في حديث الدكتور المفتي تحت عنوان مثير، هل ولد المعمار المتوسطي في الجبل الأخضر؟ منبها إلى الأهمية المعمارية الفنية للقرى الاستيطانية الإيطالية التي ينتمي معمارها إلى النمط الروماني الليبي بفضل ابداعات المعماري الإيطالي دي فاوستو. ودعا الدكتور المفتي إلى صيانتها واستغلالها كمراكز ثقافية للشباب الليبي.

• وركز المحور الأخير على التحذير من خطر التصحر الذي يهدد الجبل الأخضر نتـيجة التضخم السكاني وما يترتب عليه من تلوث بالبلاستيك ومجاري ودخان السـيارات، فضلا عن تزايــد الجفاف نتيجة الاحتباس الحراري ومواسم الجفاف الدوري الذي عرفته ليبيا كل ثمان سنوات.

• وآخيرا دعى الدكتور المفتي الى تأسيس معهد لعلوم ورعاية الجبل الأخضر واستخدام الزرع بالتقنية الجينية لاستعادة الغطاء النباتي.

مقالات ذات علاقة

وزارة الثقافة تُطلق فعاليات موسم الصيف الثقافي بأصبوحة شعرية ومعرض فني

مهنّد سليمان

شاب يحول غرفة في منزله لمتحف للتراث في بني وليد

المشرف العام

المركز الليبي للدراسات الثقافية وتأصيل الذاكرة الثقافية

مهند سليمان

اترك تعليق