المقالة

لماذا نحن هنا؟

من أعمال التشكيلية شفاء سالم

نحن لسنا بمعزل عن العالم!!

توقفت مرارا عند هذه الجملة متأملا لماذا كتبت بهذا الشكل؟!! وماذا يحدث لو غيرنا في حروفها أو قدمنا وأخرنا؟ محاولات فك طلاسمها بعد التمحيص والتدقيق والقياس على الواقع الذي فرض علينا!! توصلت إلى نتيجة مؤلمة في حال إني حذفت لسنا حينها اقشعر بدني وتفصد وجهي عرقا خلعت نظاراتي السميكة بعد أن استجمعت قواي واستنشقت هواء ملأ رئتي، وأعدت قراءتها من جديد، نحن بمعزل عن العالم.

إذا عرف السبب بطل العجب، اتخذت كل الأمم القديمة والحديثة من تربية أبنائها حصنا حصينا في رفعة أوطانها والمحافظة على ثرواته، لذلك خصصت ميزانيات كبيرة جدا أكبر مما يخصصه زعماء العالم الثالث لشراء أسلحة يرهبون بها شعوبهم ليظلوا في السلطة رغم أنوفهم.

نجح العالم الذي صرف وخطط في إيجاد بصيص أمل يضعهم على أول الطريق قبل أن نسترسل في معرفة آلية وأهداف التربية السليمة، قفزت إلى ذهني أسئلة لا حصر لها.

كيف توصل العالم إلى منهج للتربية؟ وما هي الفترة التي قضاها للبحث عن منهج يحدث بيننا وبينهم هذه الطفرة؟ هل تركوا أمر التربية حرية للعائلات تربي كل أسرة كما تشاء؟ أم أن أجهزة الدولة المختصة هي التي استلمت الدراسات ووقفت على تنفيذها.

وجدت أن هذه الأمم اجتهدت ودرست كل طرق التربية لدى الأمم الغابرة من الإغريق، والفراعنة، والرومان، واليونان، والصين، والهند، ونقبت في تراث الإنسانية قاطبة حتى خرجت لنا تلك المجهودات بـمنهج محكم قابل للتنفيذ بل ومعرفة مزاياه وعيوبه، والخطة البديلة إذا حدث عطب تكون جاهزة تحت إي ظرف.

السؤال الذي فرض نفسه وأتعب تجاويف عقلي يقفز من اليمين إلى اليسار هو من أشرف على تلك الدراسات؟ مؤكد ليس أبناء المسؤولين أو أقاربهم من الدرجة الاولى أو الثالثة كما يحدث عندنا “العالم الثالث”، ولا أريد أنا أقول “العالم العربي” كيلا أدخل في سين وجيم. يشرف عليها علماء النفس والاجتماع والفلسفة والتربية.

بعد الجهد المضني والسنين الطويلة من البحث لم يفعل زعماء تلك الأمم كما يفعل الزعماء في العالم الثالث حبيسة الأدراج ولا ترى النور هذا وإن لم يشنق جل من ساهم بـالدراسات. بل كرست جميع قدراتها لإنجاح ما توصلوا إليه. الأمم التي تعي قيمة التربية تقفز بسرعة الضوء للأمام حيث قال جوستين جاردر: تعتبر تربية الأطفال مهمة للغاية بحيث لا يمكن تركها للفرد ويجب أن تكون من مسؤولية الدولة.

لذلك سنت تلك الأمم قوانين رادعة تعاقب كل متهاون في تربية اطفاله بالسجن وأحيانا قد تصل العقوبة إجبار الوالدين التنازل على أطفالهم. لماذا لا نتخذهم قدوة في التربية إذا كنا عاجزين عن تشغيل عقولنا لإيجاد دراسة تناسب مجتمعاتنا؟ لماذا كتب علينا تقليد ملابسهم، تسريحات شعورهم، طريقة كلامهم؟ لماذا نهتم بالقشور ونترك اللب؟

مقالات ذات علاقة

اتحاد الأدباء والكتاب

أسماء الأسطى

هـل في الشـعر ثـقافة ؟

زياد العيساوي

سـقـراط

أنيس فوزي

اترك تعليق