المقالة

جدليات فكرية فلسفية – ديالكتيكاياتي (100/40)

من أعمال التشكيلية شفاء سالم
من أعمال التشكيلية شفاء سالم

“الوطن والمصلحة المكانية قد يمتزجان، فيكونان وجهان لعملة واحدة”.

من المؤكد أن هناك لبساً في استيعاب كينونة الوطن وارتباطاته بوجدان الإنسان وبالزمان وبالمكان. لكن هناك خلطا ينشأ عند أزمة، فقدان الوطن مع أزمة فقدان المصلحة!!

هنا يختلط الحابل بالنابل فمن القوم من هم يجمع على فقد الوطن فقط حين يفقدون مصالحهم الشخصية، خصوصا عندما يكون هؤلاء الشريحة، هم المتحكمين في تسيير دفة الوطن.

وهنا لم ينتبهوا الي أن الغالبية من أفراد الشعب يعيشون من دون مصالح شخصية، فلا مصالح تدار فيما بين هذه الأغلبية المطحونة والمعجونة بتراب الوطن، فالركود سائد والمصالح النفعية الشخصية في يد مجموعة محددة ممن يتحكمون في تسيير دفة الوطن كما اسلفت.

وبالتالي نجد أن غالبية الشعب يرتبط بالوطن وجدانيا وماديا ولا ماديا أي حتى بدون مصلحة تذكر!

والسؤال المهم:

ما الذي يجبر الغالبية من الشعب على العيش في وطن دون مصلحة أو نفع تنموي؟

الجواب عن هذا السؤال يعطينا التفسير الواضح بين جدلية الوطن والمصلحة المكانية.

فالشعب ينتمي لوطنه وجدانيا لا مصلحيا.

أما الاخرين القلة ممن تنعموا بخيرات الوطن حين يفقدون هذه النعم وهذه الخيرات، يتذمرون فجأة معبرين بضياع الوطن! عند المس بمصالحهم الشخصية والأصدق أن يعبروا بتذمرهم عن ضياع مصالحهم وليس ضياع وطنهم.

إذن يجب أن نفرق بين مفهوم الوطن ومفهوم المصلحة.

لكن الذي يزيد من الطين بله هو محاولة اقناعنا ان مصالحهم الشخصية المفقودة هي مصالح وطنية مفقودة لنتضامن معهم في الدفاع عن الوطن.

مقالات ذات علاقة

القراءة

المشرف العام

محمد صدقي: الأغنية الليبية الحديثة الأم كانت بصوته

زياد العيساوي

20 هرماً في الحطية الليبية … «تحف» يجهلها العالم

منصور أبوشناف

اترك تعليق