شخصيات

مع محمد بالراس علي

الكاتب الصحفي والمعلق الرياضي محمد بالراس علي
الكاتب الصحفي والمعلق الرياضي محمد بالراس علي

قلـة هي الشخصيات التي يتفق عليها أبناء المجتمع بمختلف توجهاتهم، يحدث هذا أقصد الاتفاق حول شخصية بعينها، حين تحوز هذه الشخصية من الصفات ما يلفت النظر إليها فتُحبْ، فالصدق، والثقة في النفس، والشجاعة، وحب الخير، واحترام الأخر وغيرها من الصفات بالطبع، هي قِيمٌ ترْفع من مكانة من يتصف بها، “محمد بالرأس علي” ومنذ ظهره أبان موهبة وتَمهرْ واقتدارْ، في التوجه الذي اختاره والمتمثل في ما اصطلح علي تسميته بـ التعليق الرياضي، حين كان يجلس خلف ناقل الصوت، وبنبرات واثقة سليمة مخارج الحروف، ينهي إلى المستمع وفي وصف دقيق مجريات، منافسة حادة بين فريقين، ما يجعله أقصد المستمع يحسُ أنه يجلس على أحد المدرجات بين الآلاف من المتفرجين، وتتحقق له متعة وهو جالس في بيته، بين أفراد أسرته وبيده كوب شاي أو فنجان قهوة لست مبالغا إذا ما قلت هي أفضل مرات ومرات، مما لو كان هناك يشاهد المنافسة بشكل مباشر، كيف تمكن بالراس علي من بلوغ هذه المرتبة، وحاز تقدير وحب عشاق اللعبة الأشهر بين بني البشر، هو انتمى إلى اللعبة هوايته الأولى، عن طريق عشْقها، ومن ثم وعن طريق الاجتهاد والمثابرة، والإخلاص وهذا المهم، أدرك مكوناتها وكل أبعادها وتفاصيلها، فتمكن منها، وقبض على لجامها واحترمها، ولم يبخل عليها، فأعطاها جلّ سني عمره، فتميز وطارت شهرته، وتعلق به وأحبه واحترمه، كل من سمعه، حتى حدث أن احدهما وممن استبد به عشق هذه اللعبة، كان يأخذ معه مذياعه الصغير إلى مدرجات الملعب كي تكتمل متعته.. تُرى فيما اختلف بالراس علي، عن غيره ممن سبقه وعاصره وجاء بعده من المعلقين؟ من أحاديثه والحوارات التي أجريت معه، وخاصة في برنامج “سيرة” الذي قدمته قناة 218، يمكن وبيسر التعرف على شخصيته. فهو رجلٌ يمتلك ثقافةً واسعةً خاصة في مجاله الذي اختاره وتوجه نحوه بقوة، ما يثبت أنه قارئ نهم، ومتحدث جيد، يعرف قدراته وإمكاناته، يقول: أنه قدم أفضل ما عنده، وفي ذات الوقت يعتذر إذا كان منه ما يستحق الاعتذار لأنه يحترم متتبعيه، ويدخلون ضمن حساباته، ويسُرهُ مسرْتهم، ويبتهج لابتهاجهم، استطاع أن يقيمَ علاقات طيبة ومفيدة مع شخصيات عدة، ويستثمر هذه العلاقة لصالح هوايته، يحب وطنه ويعمل على أن يُظهر الوجه الايجابي له فتسمعه يرد وباعتزاز: ليبيا تستحق أن تكون رائعة. وعن الجمهور يقول مؤكداً: الجمهور الليبي لم يخذلني، وقدم لي ما كان عوناً لي على المضي في مشواري، فهو جمهور رائع.. رائع.. ونحن نقول: لأنه كان رائعاً كان الجمهور معه رائعاً، وما خذلت الجماهير يوما من اتفقت حوله… عني أقول: لم أكن متتبعا جيدا للعبة كرة القدم، كانت لي ميول أخرى، إلا أنه وما أن استمعتُ للرجل عبر المذياع، حتى فُتنت به، ومن يومها لم اترك مباراة يقوم بوصفها بالراس علي، لأنه كان يقدم إلى جانب الوصف الدقيق معلومة قيمة، تشبع حاجة عندي، ويقدم أيضا وجها أخر للعبة ما كنت اعرفه، وأنها أي لعبة كرة القدم ليست مجرد لعبة كما يُظن، لكنها لعبة، لها أبعاد أخرى، ترتبط بمشاعر وطنية وإنسانية واجتماعية كبيرة. وعن علاقته بالتعليق الآن قال بكل ثقة وشجاعة: قمتُ بدوري وانتهى الآن دوري.. والمجال الآن لغيري.. فهو لا يحمل فيروس الكرسي، قد نجا وفلت من قبضته الحديدية، ويضيف: الزمن القادم سيأتي بمعلقين أفضل. أيضا يقول عن علاقته بالحياة ما معناه: أن التحدي هو الداعم والمحرك للحياة، عندما ينتهي هذا التحدي تنتهي معه… ولا ينسى أن يذكر أن الأمور ليست دائماً سهلة فهناك طعنات قد تأتيك من الخلف، تهدف إلى إفشالك وعرقلتك، وقد يكون محركها الحَسدْ وما أخطره، إلا أن بالرأس علي يذكر كيف وبعون الله استطاع مواجهتها والتغلب عليه، ويعرج بقوة على دور أسرته الايجابي، وهذا أمر مؤكد ما لم يصطلح المبدع مع أسرته تكون له عقبة كأداء، ويقف بصدق عند من استفاد منهم من معلقين كانوا متألقين، ويذكر بكل شجاعة أفضالهم ودورهم الكبير في خدمة هذا المجال. ثم أقف عند هذا الحد، معبرا عن إعجابي الكبير بمواطن من بلادي رأيت فيه كما رأى غيري ومن خلال عطائه وصدقه مثالا يحتذى، ومتعك العلي القدير أيها النبيل الشجاع بالصحة، والعافية وفي انتظار سيرتك في كتاب.

مقالات ذات علاقة

ذكرى رحيل المناضل على عبدالله وريث

محمد عقيلة العمامي

الذكرى الثانية لرحيل الفنان محمد الزواوي

المشرف العام

عندما تغرد العنادل

المشرف العام

اترك تعليق