متابعات

أولى أمسيات مهرجان طرابلس للشعر الفصيح

الطيوب

مهرجان طرابلس للشعر الفصيح

أطلق مهرجان طرابلس للشعر الفصيح أولى أمسياته الشعرية يوم الجمعة 25 فبراير الجاري على رُكح مسرح الكشاف وذلك بمشاركة ثُلة من أبرز الشعراء، ضمن فاعليات ملتقى الإبداع الوطني الرابع دورة(عودة الحياة)الذي تنظمه وترعاه وزارة الثقافة والتنمية المعرفية، وأدارت وقدمت الأمسية الصحفية “فتحية الجديدي”، وعبر مساء يغمره دفء الأبجدية وشذى الكلمات إستل كل شاعر وشاعرة حُسام أبياته وأفسح العِنان لصدى مخياله فكان عزف البداية مع الشاعرة “أم الخير الباروني” التي مدّت شرايين اللغة بماء نصوصها فهي في أحد المقاطع تتلمس البُحّة في صوت الريح قائلة (بُحّ صوت الريح، أعياه النداء لا صدى للصبح لا ظل للوعد لا وجه للبقاء حُزنها الأزرق تدلى كوابيس نهارية ترصفها في سرايا الكون حزمة من شوق وانكسارات لأهداب الحنين، خطوة تعاند دقات الرحيل)، وفي نص حظر تجول تُمطر الشاعرة بحنينها الدافق لتتحصن خلف ظلال الصبح قائلة (من يراها، تستنير بُحجب الضياء، تهطل مع الحنين تتوارى خلف ظلال الصبح حزنا أبيض -الخلة- ويجاورها القصر كفان مضطرمان).

وقرأت الصحفية والشاعرة “سالمة المدني” باقة من فيض نصوصها المفخخة باختلاجات اللحظة وتوقف الزمن عند صور الحب والحرب قائلة (لتغرق في أكوام الثلج ورموشك تطاول غربتي وبلادي تمزقها حراب السواد، تقتات غربانها من فتية المدينة والكلاب السائبة تلعق دم الرجال، والعالم الأول يتابع الموت المبرقع ويهدّه بالحُسام الجديد)وفي مقطع آخر تقول (أنضح بالصمت يفرضه رهبان الثورة وإرهابها يقتل رؤوس البلاد، أنضح بفمك الصغير قطعة حلوى ألوكها ببطء حتى لا تذوب)، وفي نصها المعنون بـ عجينة ضالة تواصل خياطة حُرقتها بنشيج طفل (ليل نوفمبر لاذع وهفيف والعلاقات شائكة ومبعثرة، نسيج المجتمع تخللت أشواق السدر التقاطعات صعبة على عقلي، الاستعراض المنمق فج ومزوّق، إذا رمت غيمة فبراير بذارها ساحت الألوان وفجعتنا فداحة الخواء)، ليجيء الدور لاحقا على الشاعر “أسامة الريّاني” الذي انبرى على المنصة معتمرا البراح الشاهق كمن يلقى الشعر وسط ساحة الوغى بنص عنونه بقافية على ضفاف الصحافة منشدا (يستمطر الليل ذا جهد يضيع سدى، يا جذوة الشعر أية جذوة خمدا، فرد على هوة الإبداع مكتبئا، نادى القصيدة لكن شعره ابتعدا، واجتاحت اللغة الشوهاء معجمه، إن شيب شعرك بالإعلام قل فسدا، لم يعرف اللون في أطلال خيمته، ألفى هنالك أسبابا رأى وتدا)، وفي نص ثان يبوح (أنا في حروفي أسئلة ما كان أقساه عليّ وأجمله، أهدي له قلبي وقلبي واهن إن جاء يحمله وحيدا أثقله، أحنو على وطني كأم يتيمة أرايت ألطف من حنوّ أرملة).

ثم كلل الشاعر “حمزة الحاسي” دفء الأمسية بالاختتام، فألقى مجموعة من بنات نصوصه، فنرى الشاعر منكسرا في ظل غياب الندى في نص كوني أنثى( ويكسرني غياب الندى، كوني عتيقة كالسرايا كوني المرايا والهدايا كلما مر صوت المآذن فيك كلما لاح السلام وغفت يمامة، كلما حط قطر المطرعلى جدران المدينة القديمة كلما تنازلت غيمة عن كحلها وتعرّت أمام خيط أبيض أو أسود عند أول تغريدة طير من كل فجر وتألت كلما شهقت روحي باسمك سأذكرك قصيدة)، وداخل نصه المعنون ببقايا حلم يُهنئ الشاعر أفمام البنادق وشفاه الرصاص يقول (شكرا لفوهات المدافع، عفوا أيتها الألعاب والحدائق)، ونتوقف معه في نص عرش الكلام حيث يلتحم فيه بالكلِم قائلا (بصوت سيارة قادم من بعيد أو من تحطيم زجاج المطابخ من الصغار الصغار نُهزم وهذا الذي بين الضلوع لا يُهزم، كم علقنا التمائم على مكحلة الليل كم عاتبتنا طيور الشرفات التي لم تنم من صخب ضحكاتنا للصباح).

وعقب ذلك نُظم حفل فني ساهر ضمن مهرجان المالوف والموشحات مع فرقة نور الهدى للمالوف والموشحات والقصائد الدينية تحت قيادة المايسترو “عبد الفتاح الكوم” وقدمت الفرقة ما يزيد عن الـ9 نوبات مالوف منها : (طابت أوقاتي)، (يا محمد )، (نعس الحبيب) بالإضافة لمجموعة من المدائح النبوية .

مقالات ذات علاقة

العيلة في ضيافة منتدى بشير السعداوي

مهند سليمان

دواية للفنون تطلق النسخة السابعة من معرضها السنوي

مهند سليمان

الثورة الليبية بعيون عربية

المشرف العام

اترك تعليق