الطيوب
أقيم صباح يوم الأحد 11 يوليو 2021م بالجناح الليبي المشارك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ52 لعام 2021م، إحتفالية توقيع ديوان (صلاة أخيرة) للشاعر الليبي “حمزة الحاسي” الصادر عن دار الجابر للنشر والتوزيع في بنغازي، وسط حضور كبير من الشعراء والأدباء والنقاد والناشرين والمهتمين بالأدب والشعر الليبي، ويُعد الديوان باكورة أعمال الشاعر الذي احتوى على ثلاثين نصًا شعريًا وأكثر من ستين ومضة قصيرة، كما تضمن دراسة إنطباعية للأديب “محمد اسويسي”، وجاء الديوان في 100 صفحة من الحجم المتوسط تزين غلافه لوحة للتشكيلية الليبية “حميدة صقر”.
وقد خص الشاعر بلد الطيوب بكلمة حدثنا فيها عن ظروف نشر ديوانه الأول قائلاً: (كانت بداية الرحلة بكتابة نصوص شعرية وومضات قبل أن تُجمع في مخطوطٍ واحدٍ قام بترشيحه الأُستاذ الدكتور والناقد “ناجي الحربي” الذي قام بعرض الديوان على الأُستاذ “علي بن جابر” مدير عام دار الجابر للنشر والإعلان، لتبدأ رحلة تعديل النصوص وتنسيقها وفهرستها عن طريق الكاتب والسينارست (أمين بورواق) الذي تولى مهمة التجميع والتنسيق المبدئي.
وأردف متابعًا، وبعد ذلك تمّت مرحلة الإعلام والموافقة بعد أشهرٍ قليلة، حيث تم إبرام العقد ليكون حفل التوقيع بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقرر في يناير 2021 آنذاك، قبل أن يتم تأجيل موعد المعرض من قبل وزارة الصحة المصرية بسبب الوضع الوبائي والإجراءات الإحترازية لمجابهة فايروس كورونا المُستجد.
وفي 30 من شهر يونيو الماضي تم الإعلان عن افتتاح معرض القاهرة للكتاب، ليشهد يوم الأحد الموافق 11 يوليو ولادة ديواني الأول وباكورة أعمالي الأدبية (الصلاة الأخيرة)، وسط حضورٍ كبيرٍ من الشُعراء والأُدباء والنُقاد، ليزدان حفل توقيع الديوان بهجةً ورِفعة بذلك الحضور الماتع).
ونقتطف من أجواء الديوان هذين النصين :-
ومضة
حين ترحلين!!! ترحل طيور الذاكرة
ترحل الأشياء والأسماء وحتى مكان اللِقاء.
حين ترحلين!!!
أنفاسكِ وحدها تبقى ولكن على هيئة غياب.
نقوش
أخبِرينِي . .
كَيْفَ تَنهَّدَ العِشْقُ
مِنْ خُطوطِ يَدَيْكِ
كَيْفَ تَنفَّسَ اللَّيْلُ
مِن ثَغرِ الوُعُودِ
أخبِرينِي ..
كيْفَ تَسَلَّلَ الغِيابُ
منْ نُقُوشِ الحِنّاءِ
من اسمِي الذي صُبِغَ هَباءَ
من سرحِكِ الحَالِمِ بالبَقَاءِ
كيف للقُبُلاتِ الرَّحِيلُ
وأيُّ شِفاهٍ من بَعدِكِ
أتلو علَيْهَا المَواويلَ
لأنَّكِ هبَةٌ الحُبِّ والجُنُونِ
لأنَّكِ سردٌ يُدفِّئُ اللَّحظَاتِ
رأيتُ صورتِي فِي برِيقِ العَيْنِ
مُسافرةً إلى نَهرٍ
إلى بَحرٍ ..
إلى كُلِّ المُحِيطاتِ..
كي تَعْلمِي أنَّكِ لن تَكُونِي مرَّتَيْنِ
كَالسَّكَاكِينِ فى خَدَّيْكِ الدُّمُوعُ
لا تَعْرِفُ المَسَامَاتُ
ولا تعتَرفُ بالشَّاماتِ
ولا مَغارة الغَمَّازتَينِ
لا تُدرِكُ تفاصيلَ وجهِكِ
ولا الشَّفَتَيْنِ
تَهْطلُ … مَطرًا
تُثْرِي … عِطْرًا
من غيومٍ خضراءَ
لا سَوْداءَ … ولا زرقاءَ
نَحْوَ مُستنقعِ
القُبلاتِ تمِيلُ
بكلِّ عُذوبتِها … تئِنُّ
بكل مُلُوحتِها …تُطَهِّرُ
فعِشْقُنُا….. طهارَة
ودَمْعُنا…. طَهارَة
ولِقَاؤُنا….طهارَة
فَهَلْ سَيَكونُ الرَّحِيلُ طَهَارَة؟.