مكتبة
طيوب النص

عَنِ الْكُتَب وَالْقِرَاءَةِ

مكتبة

* الأُمَمُ الَّتِيْ وَعَتْ أَهَمِيَّةَ الْمَعْرِفَةِ ، وَحَتْمِيَّةَ الْقِرَاءَةِ ، بَنَتْ حَضَارَاتِهَا عَلَى ضَفَّتَي كِتَابٍ .. وَعَلَى هَدْيٍ مِن كِتَابٍ .. وَحِينَ أَرَادَ اللهُ أَنْ يُرْسِلَ تَعَالِيمَهُ الْهَادِيَةَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ كَانَ يُرْسِلُ إِلَيهم كُتُبًا .. يُرْسِلُ رُسُلَهُ الأَصْفِيَاءَ بِكُتُبٍ عَظِيمَةٍ .. فَلَقَدْ كَانَ الْكِتَابُ رَسُولاً أَيْضًا..

* كُلُّ كِتَابٍ قَرَأْتُهُ شَعَرْتُ بِأَنَّني قَدْ أَسْهَمْتُ فِيْ كِتَابَتِهِ .. وَإِنْ فِيْ ذَاكِرَتِيْ ، وَلَوْ فِيْ أَعْمَاقِي..!

* أَنَا مِنْ مَوَالِيدِ ( بُرْجِ الْكِتَابِ ) فَاسْأَلُوا قَلْبِي وَعَينَيَّ ، وَشَاهِدِي العدْلَ الصَّدُوقَ ، غُرْفَتِي المُضَاءَةَ بِأَلْفِ مِصْبَاحٍ .. أَعْنِي بِأَلْفِ كِتَابٍ أَثِيرٍ ..!

* أَزْعَمُ أَنَّنِي وُلِدْتُ وَبَيْنَ يَدَيَّ كِتَابٌ ، وَفِيْ فَمِيْ قَصِيدَةٌ .. الْكِتَابُ خِلْوَتِي الآمِنَةُ .. وَصُحْبَتِي الأَمِينَةُ .. وَمَدْرَسَتِي الْمُبْهِرَةُ ..

* يَا لَفَوْضَايَ الْفَادِحَةِ .. أُبَعْثِرُ كُتُبِيَ الْجَدِيدَةَ وَأَتْرُكُ عَيْنَيَّ تَرْعَيَانِ فِيْهَا ..!

* الْقِرَاءَةُ أُكْسِجِينُ الْمُبْدِعِ .. بِدُونِهَا تَمْتَلِئُ رِئَتَاهُ كَرْبُونًا .. عَجْزًا .. مَوْتًا ..

* لِلْكُتُبِ دُمُوعُهَا حِينَ تُدْرِكُهَا الْبَطَالَةُ .. سَلُوا أَحْبَارَهَا الْبَاهِتَةَ ، وَأَوْرَاقَهَا الذَّابِلَةَ الْمُصْفَرَّةَ .. الْقِرَاءَةُ تُعِيدُ الرُّوحَ لِلْكُتُبِ ..

* الْكُتُبُ الْمُكَدَّسَةُ عَلَى الأَرْفُفِ الْمُتْرِبَةِ عَنَّسَتْ .. فَصَارَتْ تَقْرَأُ نَفْسَهَا ..!

* فَقَدَ كِتَابٌ ذَاكِرَتَهُ فَالْتَهَمَ حُرُوفَهُ .. سَالَ الْحِبْرُ عَلَى حَوَافِّهِ صَدِيدًا أَسْوَدَ ..!

* الْفَرَاشَاتُ الَّتِيْ قَرَأَتْ مَعِي كِتَابي دَعَتْنِي لِقَرَاءَةِ كِتَابِ الرَّبِيعِ غَدًا ..!

* بَعْضُ مَكْتَبَاتِ الْبُيُوتِ مُجَرَّدُ مَقْبَرَةِ كُتُبٍ .. سِجْنٍ جَمَاعِيٍّ لِكُتُبٍ بَرِيئَةٍ مَظْلُومَةٍ مَحْكٌومَةٍ مُؤَبَّدًا بِعَدَمِ التَّنَفُّسِ ، مُعَاقَبَةٍ بِالْلاقِرَاءَةِ..!

* الْكُتُبُ الْفَجَّةُ تَنْطَفِئُ لَحْظَةَ الْفُرُوغِ من قِرَاءَتِها ، وَرُبَّمَا قَبْلَهَا ، أَمَّا الْكُتُبُ الْمُمْتِعَةُ فَلِذَّتُهَا تَبْقَى مَاثِلَةً فِي الذِّهْنِ وَالْفِكْرِ وَالْقَلْبِ ، تَظَلُّ حَاضِرَةً فِي الْبَالِ كَطَعْمِ الْحَلْوَى فِي فَمِ الصَّغِيرِ.

* أَقْرَأُ هُنَا .. أَقْرَأُ هُنَاكَ .. أَقْرَأُ حُبًّا .. أَنْقُبُ كَالطَّيرِ حَبًّا ..

* لَقَدِ اِسْتَغْنَيْتُ عَنِ الْعَالَمِ حِينَ أَحْبَبْتُ الْكِتَابَ ..!

* لَقَدْ تَخَلَّصْتُ مِنْ جَحيمِ الآخَرِينَ حِينَ اِهْتَدَيْتُ إِلَى جَنَّةِ الْقِرَاءَةِ..

* الْكُتُبُ الرَّدِيئَةُ جَحِيمٌ مَعْرِفيٌّ يُحَاوِلُ الرَّدِيئُونَ أَنْ يَسْكُبُوا سَعِيرَهُ ، سَعِيرَهُمْ فِيْ أَعْمَاقِنَا..

* جُرْمُ حَرْقِ كِتَابٍ يُعَادِلُ فَدَاحَةَ حَرْقِ وَطَنٍ ..

* كُتُبِيْ أَصْدِقَائِيْ .. أَفْتَقِدُهَا .. وَتَفْتَقِدُنِيْ ..!

* كُتُبِيْ أَطْفَالُ مَكْتَبَتِيْ.

 ____________________________________________________

# من مخطوط كتابي ( أسيرُ بقلبٍ ملتفتٍ ) تحت الطبع .

مقالات ذات علاقة

صباحكم أجمل/ عاشق رام الله وراوي حكايتها

زياد جيوسي (فلسطين)

خربشات ملونة 06

محمد ناجي

بين مدينتين

المشرف العام

اترك تعليق