(قورينا الجديدة).. أقيم بمدينة سوسة شرقي ليبيا الجمعة، حفل تكريم للفنان التشكيلي الراحل فرج سعد جبريل، بحضور نخبة من الفنانين التشكيليين والشعراء والمسرحيين والإعلاميين.
وقد أقيم يوم الأول للحفل الذي يستمر على مدى يومين بقاعة فندق المنارة بالمدينة، بإلقاء الكلمات والشهادات التي أشادت بالفنان الراحل، من قبل المشاركين.
وقال ابن الفنان الراحل أسعد فرج سعد إن إقامة الحفل والمعرض لمقتنيات ورسومات الفنان هي بادرة طيبة من المجلس الأعلى للثقافة، مضيفاً أنه راضٍ كل الرضا عن تنظيم الاحتفال والمعرض.
جهود مبذولة
وأضاف أسعد- في حديثه لصحيفة قورينا- أن المعرض استغرق جهداً كبيراً ومتواصلا على مدى أسبوع كامل، بالتعاون من اللجنة المشرفة والتي اختارت اللوحات من بين عديد أعمال الفنان الراحل.
وأشاد أسعد بالجهود المبذولة من أجل إنجاح الاحتفالية والمعرض، التي تدل على مدى حب وعشق لأعمال الفنان الراحل، وما قدمه لليبيا من أعمال الفنية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الخطوة الذي أتخذه المجلس هي ليست للفنان وحده بل لليبيا بشكل عام.
وأوضح أسعد أن إقامة حفل التكريم ليس مجرد حفل فقط، بل هي تذكير للرأي العام بما قدمه من أعمال طيلة حياته، كما يدل على أنه مازال حياً في قلوب ذويه وأصدقائه الفنانين.
وذكر أسعد أنه تم التنسيق مع الفنانين من بينهم الفنان محمد زعطوط وعادل الجربوع من مدينة درنه، من أجل إتاحة الفرصة للوحات وأعمال الفنان الراحل للمشاركة في معارض في الداخل والخارج ليبيا، وقد عرضت قرابة 50 لوحة فنية، وقد سميت متحف “ذاكرة المدينة”، بمدينة سوسة، وبالتنسيق مع مجلس الأعلى للثقافة.
من جهته، قال رئيس اللجنة المنظمة ومدير إدارة الفنون بمركز الثقافي بسوسة محمد عبدالله الترهوني، إن إقامة الحفل غرض منه عرفاناً وشكر من المجلس الأعلى للثقافة والمركز الثقافي بمدينة سوسة لما قدمه الفنان الراحل فرج سعد جبريل لمجال الثقافة والفنون في ليبيا.
أعمال عديدة
وأضاف الترهوني أن الفنان قدّم الكثير لمدينته سوسة ولوطنه ليبيا في مجال الفنون التشكيلية والرسم، كما له عديد الأعمال تعبر عن تاريخ ليبيا القديم، وتنظيمه لورش خاصة بالأطفال في مجال الرسم والفنون التشكيلية في المدن سوسة ودرنة والبيضاء، وبنغازي ومصراته.
وأشار الترهوني إلى أن الفنان الراحل يعد من الفنانين التشكيليين الصاعدين والبارزين في هذا المجال، فهو لا يلزم منزله دائماً فهو متنقل من مكان لآخر، من أجل تقديم وإعطاء ما هو جميل في مجال الرسم والفنون التشكيلية، فهو قدم الكثير لليبيا، من أجل تعليم الناس معنى الجمال والفن التشكيلي.
وأوضح الترهوني بشأن أن وفاة الفنان كان في شهر إبريل الماضي، ولما لمكانة الفنان لدى الكثير، فأراد المجلس أن يوفي حق الفنان وما قدمه لليبيا.
من جهتها، قالت المشاركة في الحفل ريم محمد سعد إنها تشاهد لأول مرة معرض لأعمال الفنان الراحل رغم أن الراحل هو عمها، لأنها كانت بعيدة عن العائلة.
وأعربت سعد عن سعادتها بإقامة الحفل التكريم، والمعرض الذي أقيم لعرض لوحات الفنان الراحل.
سيرة الفنان
يشار إلى أن الفنان الراحل فرج سعد جبريل أدم بوزعيترة من مواليد مدينة سوسة عام 1945، وحاصل على دبلوم أكاديمي من أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا بإيطاليا عام 1976، ورئيس رابطة الفنانين التشكيليين بالجبل الأخضر، وعضو نادي الرسامين بطرابلس عام 1967، وعضو مؤسس بالمسرح الحديث بالبيضاء عام 1981، ومؤسس معرض للجميع للفنون التشكيلية والتراث بمدينة سوسة عام 1982، ورئيس المجمع الثقافي بشحات عام 1985.
كما كلف بتدريس مادة تاريخ الفن والفنون التطبيقية، ومادتي التسجيل والتوثيق بالحفريات الأثرية بكلية الآثار والسياحة سوسة عام 1985، أعد منهجاً في مادة “تاريخ الفن”، وتكليفه برئاسة لجنة إحياء وترميم المدن القديمة عام 2004، كما عمل موجهاً تربوياً لمادة التربية الفنية في مرحلة الثانوية بالجبل الأخضر بين عامي 2000 حتى 2007، وله إسهام برسومات في بعض الإصدارات، وإسهامات في بعض المسرحيات بفن الديكور، ومشاركته في أنشطة الهلال الأحمر “الشبيبة”، إلى جانب عديد من الأنشطة ببيت الثقافة والنادي الرياضي بسوسة، وتصميمه لشعارات عديدة، بالإضافة لإقامته لعديد من المعارض في داخل وخارج ليبيا.