(رويترز).. تجول رواد أول معرض كبير للكتب المستعملة في ليبيا بعد الإطاحة بمعمر القذافي وسط كتب تحكي تاريخ بلادهم لم يتخيلوا يوما أن يطالعوها في ظل حكم النظام السابق. ووقف اشرف حسين (31 عاما) وسط المعرض الذي اقيم بميدان الشهداء في العاصمة طرابلس مشيرا الى صورة لنفس الميدان في عشرينات القرن الماضي قائلا “هذا هو المكان الذي نقف فيه الآن .. ميدان الشهداء. حينها كان يطلق عليه اسم ساحة روما.”
واضاف حسين الذي يقوم بدراسات عليا في التاريخ وهو يقلب صفحات كتاب قديم عن تاريخ بلاده “مثل هذه الكتب كانت ممنوعة من قبل لأنها تحكي التاريخ الحقيقي لليبيا .. القذافي لم يكن يريد ذلك. اشتريت كثيرا من هذه الكتب اليوم.”
وكان حسين واحدا من مئات الليبيين الذين توافدوا على ميدان الشهداء هذا الاسبوع لاستعراض آلاف الكتب في أول معرض كبير لبيع الكتب المستعملة في طرابلس بعد حرب 2011 التي أطاحت بالقذافي.
وعلى وقع الموسيقى التقليدية التف رواد المعرض حول طاولات العرض وباعوا واشتروا كتبا في التاريخ والفلسفة والجغرافيا والشعر والطهي والفنون العسكرية والروايات.
وقال منظمو المعرض الذي استمر ثلاثة أيام – والذي ستخصص عائداته لإنشاء مكتبة متنقلة تزور المدارس – إن الكتب الغربية نفدت جميعا في اليوم الأول خاصة مجموعة “هاري بوتر” القصصية.
وبعد الإقبال الكبير في اليوم الاول اضطر المنظمون لالغاء ساعات العمل الصباحية للمعرض لضمان توفر كتب في الفترة المسائية الأشد زحاما.
وقال رامي الشهيبي (25 عاما) الذي تبرع ببعض الكتب “عدد الزائرين فاق التوقعات والكتب آخذة في التناقص.
وأضاف “أدركنا الآن أن الليبيين متشوقون لهذه الكتب. في المرة القادمة سنحاول توفير المزيد خاصة الروايات الانجليزية والكتب الواردة من ثقافات غربية أخرى.”
ويقول الليبيون إن الكتب الغربية بشأن أزمنة محددة كانت محظورة في عهد القذافي ولم تلق الكتب التي تتحدث عن أبطال حركة المقاومة ضد الاستعمار الايطالي والاستقلال بعد ذلك الاهتمام الذي تستحقه.
وشارك نحو 60 متطوعا من منظمات المجتمع المدني مثل حركة شباب التنوير التي تركز على الثقافة في تنظيم المعرض من خلال نشر ملصقات في الاحياء وبث رسائل عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي. وتمكنوا من جمع نحو 7000 كتاب.
وقال أحد المنظمين ويدعى نزار “الهدف ليس كسب المال أو القيام بنشاط تجاري. نريد تشجيع الناس على القراءة.. نريد فتح عقول الناس من خلال الكتب