الطيوب
ضمن فاعليات اليوم الختامي لأسبوع السلام في مدينة السلام الذي ينظمه جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس أفتتحت مساء يوم الأربعاء 8 من شهر ديسمبر الجاري دار أحمد النائب الأنصاري للوثائق والمعلومات التاريخية بشارع الأكواش – الحارة الكبيرة بعد الإنتهاء خلال الأيام الماضية من أعمال ترميمها وصيانتها وسط حضور كبير، وقد أستهل حفل الافتتاح بتكريم الأستاذة “فاطمة رجب شنيّب” تقديرا لما قدمته من خدمات أثناء عملها بدار أحمد الأنصاري إضافة لتكريم السيد “خليل يحي الغزاوي” مدير إدارة التسويق والاستثمار تقديرا لما بذله من جهود .
والتقينا بالسيد “محمود الهاشمي النعاس” رئيس لجنة إدارة جهاز المدينة القديمة طرابلس الذي أفادنا بأن دار أحمد النائب الأنصاري تُعنى بحفظ الوثائق والمخطوطات التاريخية الخاصة بالمدينة وأوضح أن اليوم هو بمثابة إعادة افتتاح للدار كونه سبق افتتاحها في تسعينيات القرن الماضي وأردف أن الفكرة من إعادة افتتاحها يتمثل في تطوير التوظيف للدار لتتمكن من تأدية وظائف أكبر مما كانت عليه وبالتالي تكون متاحة للجميع بصورة أوسع بحيث يكون هناك حفظ للوثائق بطريقة علمية سليمة، وأضاف أنه سيتوفر بالدار قسم لترميم الوثائق وقسم إلكتروني كي تساعد الباحثين والدارسين.
من جهة أخرى تابع سيتم تنزيل كافة الوثائق المتعلقة بالمدينة على موقع الجهاز الرسمي على شبكة الإنترنت، مؤكدا أن إعادة الافتتاح هو إعادة لإشهار الدار وفي المقابل هي محاولة لإعادة إحياء النشاط بالدار فيما لفت النعاس إن الفكرة جاءت نظرا للإقبال الكبير من الزوار على المدينة القديمة منذ انطلاق فعاليات أسبوع السلام وقدّرنا عدد الزوار بحوالي 25 ألف زائر الأمر الذي شجعنا على تبني مشروع سنوي لإعادة إحياء الفضاءات والبيوتات الثقافية القديمة داخل المدينة مضيفا أن جهاز إدارة التسويق والإستثمار اقترحوا برنامج احتفائي ثقافي نهاية كل شهر بغية تنشيط السياحة الداخلية وتشجيع الناس على زيارة المدينة القديمة وهي حسب تصوره ستكون فرصة بالنسبة لجهاز إدارة المدينة القديمة لتحسين بيئة البنية التحتية للمدينة وأكد أن الجهاز لن يقف عن العمل والاستمرار في إعادة تأهيل وتطوير جميع الفضاءات والأماكن القديمة ولدينا 63 مشروعا ما بين رصف مسارات وصيانة وإعادة إنشاء مباني فضلا عن إقامة المناشط الثقافية والتاريخية.
الجدير بالذكر أن دار أحمد النائب الأنصاري للوثائق والمعلومات التاريخية يعود تاريخ افتتاحها الأول في 27 أكتوبر عام 1994م، بعدما كانت إبّان فترة الاحتلال الإيطالي مدرسة يهودية شُيّدت بالأموال التي تبرع بها اليهود والإيطاليون وكانت تُعرف وقتذاك باسم (دار صلاة السروسي) حيث كانت مخصصة لإقامة الشعائر والطقوس الدينية اليهودية علاوة على النظام التعليمي، وفي عام أعقاب خروج اليهود من ليبيا 1967م هُجر المبنى إلى أن تبنى جهاز إدارة المدينة القديمة إعادة تأهيله ليُسمى المبنى باسم “أحمد النائب الأنصاري” تيمنا بأحد أبرز علماء مدينة طرابلس، وتحتوي الدار على ما يقارب من 66،838 ألف وثيقة ومخطوطة تاريخية تغطي مختلف الميادين المعرفية، الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية والقضائية والاقتصادية والتعليمية والفنية وغيرها، كما تتوفر فهرسة للوثائق والمخطوطات على منظومة إلكترونية كاملة، ومن أولويات الدار وأهدافها تقديم خدمة للبُحاث والدارسين لمساعدتهم في إعداد دراساتهم وأبحاثهم من خلال تزويدهم بالمعلومات والوثائق والمخطوطات والصور التاريخية المطلوبة بما بتصل بموضوعاتهم.
وتتكون الدار من طابقين في الطابق الأرضي توجد ثلاثة قاعات، قاعة “محمد بهجت القرمانلي” للوثائق الاجتماعية والقضائية، وقاعة “علي منكوسة” للوثائق الفنية، وقاعة عرض الوثائق والمخطوطات، وفي الطابق الثاني توجد ثماني قاعات، قاعة “علي مصطفى المصراتي” لرسائل الماجستير والدكتوراه، وقاعة “عبد الوهاب عليوة” للوسائل السمعية والبصرية، وقاعة “علي الصادق حسنين” للوثائق التعليمية، وقاعة “الهادي المشيرقي” للوثائق الاقتصادية والتجارية، وقاعة “عمر الجنزوري” للوثائق الدينية، وقاعة “محمد مسعود فشيكة” للدراسات التاريخية والمعمارية والهندسية، وقاعة “فتحي محمد الخوجة” للوثائق السياسية” وقاعة “عمر الجنزوري” للوثائق الدينية، وقاعة “محمود بن موسى” للدوريات.