بداية الرواية هادئة وروتينية وهي قصة شائعة عند الكثيرين فكما نعرف أن جيل السبعينات الثمانينات كانوا قد واكبوا الانترنت في وقت متأخر وحتى هذا الاندماج معه كان بحذر الا أنه في الفترة الأخيرة لم يعد هناك مجالا للابتعاد عن وسائل التواصل، فكانت بداية الرواية وهي تحكي قصة شخص دخل لعالم الانترنت بعد رفض لفترة ثم ومع مرور الوقت انغمس فيه وفتح له عوالم لم يكن يعلم بها من قبل ليكتشف لنفسه ويكشف لنا تفاصيل لم نكن نعلمها عن غدامس.
تبدأ الرحلة بمنشور على أحد المنتديات لينطلق بعدها البحث والتعرف عن تاريخ غدامس وما حدث لهذه المنطقة أثناء الحرب العالمية الثانية وكيف أنه وبرغم أن غدامس بعيدة عن مجال الحرب الا أن أضرارها قد وصل لتلك الواحة الآمنة.
يسرد الكاتب الكثير من الوقائع وضمنها ضمن يوميات أحد الرحالة الذين زاروا المنطقة في تلك الفترة ويصف لنا كيف دوّنها في دفتر ظل في طيات النسيان حتى وقع أخيرا بالصدفة لدى أحد الأحفاد ومن هنا تبدأ قصة البحث عن الحجر، ففي البداية يخبرنا كيف وصل الجد للواحة وعقد ألفة مع المكان وأهله قد ذكر الرحالة في يومياته تفاصيل الحياة اليومية آنذاك وأرفقها برسومات تقريبية للسكان.
بمرور الأحداث نجد أن الحفيد أراد تكملة الرحلة لكن كلاهما، الجد والحفيد، لم يتمكنا من الحصول على ما كانوا يبحثون عنه..
أشار الكاتب لأسماء عدة رحالة وتواريخ وصولهم إلى البلاد وأسباب رحلاتهم، إما طمعاً أو بحث عن كنوز مفقودة أو ربما لأسباب دينية.
يمنح الكاتب ملامح للأماكن والأشياء، فمثلاً رائحة الواحة وهي تأسر كل من قدم إليها والسر الذي تخفيه هذه الرائحة، ملمس الجدران واقتراب الأسقف من رأس المار من تحتها، مشهد غسوف والقمر ينعكس على سطح الماء ومقاطعة صوت الضفدع لحوار الشخصيات.
الكثير من القصص التي لم نسمعها تظهر بين سطور الرواية، كقصة القافلة والنذير الذي كان سببا في وجود هذا المكان.
يطيل الكاتب في بعض الأحداث وكان بالإمكان الاستغناء عن بعض الجمل ولن ينقص هذا من جمال العمل.
الرواية جميلة وتستحق القراءة مع كل الأمنيات للكاتب بمزيد من النجاح.