امرأةٌ لم تذُقْ طعم قُبلتها
كيف تحبّها؟
وكيف تقيم أعراسك الأخرى على طراوة فخدها؟
امرأة لم تقدَّ لك القميص من قُبِلٍ
ولم تدنيك طيراً من لوزتين على نهدها
ولم تنسج لك الأشراكَ خلف الباب
كيف تزعم أنّها شمس بعد انكسار شعاعها
وصرتَ موجاً ضائعاً في لجّةٍ من ليلها؟
امرأة لم تدخلْك مفردةً إلى القاموس تحت سُرّتها
ولم تبنِ بكَ بيتاً تأوي إليهِ في استعارة عتبة من بيتها
لم تكن لك جنّة أو غيمةً أو ليفةً للاغتسالْ
ولم تعرف مقاس لباسها الداخليّ
ألوان ستياناتها
وحجم قميص منامها
صحوتها
إيقاع ردفيها بكامل عريها
وصمت صفائها
وجنَّ جنونها
فكيف تقول: “غانيتي ومريمتي ودفء شتائيا”
امرأة لم تخبرْك موعد حيضها الشهريِّ
آلامَها في يومها
أحلامها
قائمة المشتريات في هاتفها
من يعاكسها
أو يشتهي أنّة من تحت فيض سريرها
أو احتدام الليلكيِّ على مساحةِ صغرى تعوم ببطةِ ساقها
فكيف تزعم أنّها تهفو إليكَ جموحَ وحدتها
أو أنّها تركت تنظيف إبطيها وعانتها
من بعد أن صارت وحشيّة في ابتعاد يديك عن قراءة لحمها؟
امرأة تنام كأنّها شجرةْ
لا تأتي إليك توقظ فيك شهوتها القديمةَ
اكنس بلابلها الكسولة في طريقك
وتحرّر من غصنكَ العاري
وأنبت مكان اسمها في معجم الأسماء وردة للسائلينْ
وتصدّقْ على الشعراء الصغار قصائدكْ
فلستَ شاعرَها وقارئَ كفّها
بل لستَ إلّا أن تكونَ أرقاماً تموتُ على عواصفِ غِيّها.
فراس حج محمد (فلسطين)
فراس حج محمد.
ولد في نابلس عــام 1973م، حاصل على درجة الماجستير في الأدب الفلسطيني الحديث من جامعة النجاح الوطنية. عمل معلما ومشرفا تربويا. نشر العديد من المـقالات والقـصائد في مـجالات النشر المختلفة الإلـكترونية والصحف والمجلات في فلسطين والوطن العربي وبريطانيا وأمريكا وكندا والمكسيك. وشارك في ندوات وأمسيات شعرية ومؤتمرات في فلسطين. أصدر عشرين كتابا في الشعر والسرد والدراسات النقدية عن دور نشر مختلفة في فلسطين والأردن ومصر.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك