مدينةٌ سماوية مبلّلة بالأضواء
المطر انهمار الغيم الرمادي
وجثّةُ الشمس تسري في أوصال الصباح الثمل
مقهى الكريستال في ركنِ الجادة
مكتظٌ برائحة التبغ
على البلّورِ تراكم نتفُ الثلج
وعبقُ قهوةٍ يشقُّ ازرار اللحظة
إيقاعٌ مُرتجف عالقٌ في حناجر المهووسين
عازف (كمان خيزراني) يلفُّ عنقه على خاصرة الوتر
قهقهات الرضا وأهدابٌ ممتدة إلى آخِرِ الرصيف
بساطة الدانتيل وحذاء فاخم الكعب
عطرٌ على معصمِ الوقت
ترقوة منمّشة بفضّة اللازورد
حميميٌّ دمُ الزعفران الموشّى على شَفَةِ اللوز
وأشياء أخرى في معطف الفرو
وأحاديث مبثورة
آاااه عذراً ..
لقد نسيتُ حارس الباب
رأيته يتلوّى في كُسْبرةٍ من غفران !
تائهون كلهم في قيامةِ الفراغ
يحملون نواح الريح
يشقُّون غبار اللحظة
تناسوا أن للأرضِ صولة وللزمن جولة
حين ينفخُ الركْح بوقه .
