محمد أبوبكر المعداني
شط الحرية هو المكان الذي نلجئ اليه حينما (أيضيق خاطرنا).. نشعر فيه بالراحة والمصالحة مع النفس بعد ان نعبر فيه بكل صدق وشفافية عن كل ما يجول في خواطرنا.. والحقيقة ان ذلك المكان من الصعب العثور عليه فالدولة التي تمتلك شريط ساحلي اطول من ليلة بلا عشاء وفي النظام الذي يقمع الحريات والمجتمع الذي يهوى (القصقصة وتقييد الاحوال)، فكافة الشطوط استحوذ عليها (الحذاق) واستثمروا مياهها ولم يعد بإمكاننا التمتع بالبحر والشط إلا إذا دفعنا مح كبودنا.
مسلسل شط الحرية الذي جاء في خيال الكاتب المبدع المتألق “فتحي القابسي”، وجسدته شخوص تمتلك موهبه حقيقيه في تقمص الشخصية البدوية بكل تناقضاتها جعلنا نرى انفسنا من خلاله، فبساطة فكرته المعروضة وعمقها، كانت من النوع (السهل الممتنع)، الذي يفهمه الجميع ويستعصي على الكثيرين تنفيذه..
ولعل أجمل ما في هذا العمل الكوميدي الهادف الذي لجئنا له طيلة ليالي شهر رمضان المبارك هو انه لامس إحساسنا بكل صدق وجسد ذكائنا الفطري وسذاجتنا في العديد من المشاهد وناقش قضايا حياتنا اليومية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية دون إسفاف او ابتذال واحترم ذكاء المشاهد البسيط وقدم له رسائل غاية في الاهمية.. حتى حفيدتي التي لم يتعدى عمرها الربيع الرابع حفظها الله ورعاها اصبحت تغني (عزيز قالي عزيز قالي) وتقول لي كلما غادرتها (ارجى الشاهي).