الطيوب
أعلن الشاعر “سراج الدين الورفلي” عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) عن قرب صدور باكورة أعماله الروائية المعنونة بـ(جاييرا) التي ستصدر عن دار البيان للنشر والتوزيع في مدينة بنغازي.
ونقتطف من أجواء الرواية التالي: لم ينجُ إيهاب طوال طفولته ومراهقته من المضايقات ،كان الجميع يتهمه بتهم لم يفهمها يوماً ،ضايقه أقرانه في المدرسة ،أزعجه جيرانُه ،أبناء عمومته ،أخواله ،عماته ،وكان الجميع بلا استثناء يضع المحراث على ظهره بطريقة ما ،ورغم أنه لم يسمع سوى الألقاب المهينة والكلمات المذلة ،إلا أن إيهاب كان شديد الطيبة ،كان مسالماً بشكل لا يصدق ،كان كما يقول علاء دائماً : ” كأن أمه كانت من الصالحات ولم ترضعه إلا وهي على وضوء.” كان يحب غناء أمه ، ينام على فخذها وهي تغني له،كان ذلك الحب لوحده يكفيه ،لم يحتَجْ إلى شيء آخر ،علَّمَه ذلك بأنْ يستحضر على الدوام صوت أمه، بأن يصير جيداً في الهرب من الواقع عن طريق التخيل ،صار شارداً طوال الوقت ، أَحَبَّ القطط بشكل كبير ،كان يشعر أنها تفهمه ، كثيرا ما يحاول الأطفال الأوباش إيذاءه من خلال القطط ، يقطعون ذيولها أمامه ،يركلون القطط الحوامل من بطونها ،يرمون لها الأكل المسمَّم ،كان إيهاب يجمع القطط المقتولة وهو يبكي بحرقة من الشارع الترابي ويضمها إلى صدره ويمشي بها مسافات بعيدة ليدفنها بعيداً عن العيون الآدمية ، لم يعد إيهاب يفهم الإنسان بعد الآن أبداً ،أصبح أكثر صمتاً ،أكثر عزلة،رغم جسده العملاق لم يعد أحدٌ يلاحظه من شدة اختفائه داخل أعماق نفسه المعطوبة ،أصبحت روحه حساسة مثل خرقة بالية ،مثل الغشاء الذي يحمي عيون الدجاج ،مثل جناح الفراشات.
تجدر الإشارة إلى أن الرواية من المزمع أن تشارك في فعاليات الدورة (52) من معرض القاهرة الدولي للكتاب آواخر شهر يونيو المقبل.