طيوب عربية

المتلاعبون بالكتابة للطفل

من أعمال المصور الفوتوغرافي طه الجواشي

الكتابة للطفل ليست مزعة بقل تزرع فيها جميع النباتات، الكتابة للطفل موهبة وفن وعلم وابداع، فسيفساء من كل لون تحكمهم التجربة والقدرة الإبداعية على التحليق بالقارئ الصغير في عوالم شتى من الخيال، والخيال العلمي توشي جوانبه اللمسة السحرية الفنية والتربوية العالية، لا يمكننا أن نصنع كتّابا لأدب الطفل مالم تكن هناك موهبة عالية واحساس طفولي عال في تجربة الكاتب الذي يمتلك القدرة على الإبحار في عالم الكتابة عامة وفي أدب الطفل خاصة، ويتضح ذلك الفرق من تجربة كتابة النّص الشعري ، والنص القصصي، والنص المسرحي والنص الروائي الموجه للأطفال.

أيّها المتاجرون بأحلام الطفولة في عصر تكنولوجيا التواصل المتطوّر، أطفالنا في الوطن العربي، لا يحتاجون ضحكا على الأذقان، ولا كلاما فارغا يبلّد روح الإنسان، أطفالنا قد تجاوزا تفاهاتنا، وخرفاتنا التي تتناول موضوع غباء الحمار، وضعف الأرنب، وشجاعة الأسد، ومكر الثعلب، وحيّل الذئب.

لقد تجاوز هذه النمطية الجاهزة الى عوالم الإبداع الجمالي والفني والعلمي والترفيهي الذي يجدد فيهم صيرورة الحياة، ويزيد من عزمهم على الابتكار، والتحصيل العلمي والمعرفي والإبداعي.

أيّها التجار المتاجرون بأحلام طفولتنا أتركوا الكتابة لأصحاب المواهب والتجارب العالية، ولا تفسدوا علينا تاريخ أدب وثقافة الطفل في هذا العالم البكر الخصب الجميل.

مقالات ذات علاقة

هل العزلة ثقافة أتصال أم انفصال؟ (0 ـ 7)

إشبيليا الجبوري (العراق)

أزهار أذبلها الخيل

إشبيليا الجبوري (العراق)

تلك المرأة

هند زيتوني (سوريا)

اترك تعليق