المقالة

حكمة من الأدب الصيني!!

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي


هذه حكاية من الأدب الصيني أعجبتني.. وقفت عندها كثيراً.. فيها الحكمة والمعاني العميقة.. تقول الحكاية:

كانت هناك امرأة صينية تقدمت بها السنون، تملك إناءين كبيرين من الفخار تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين بعصاة فوق كاهلها على الطريقة الصينية.. كان أحد الإناءين به شرخ، والآخر بحالة سليمة لا ينقص منه الماء..

وفي كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى المنزل، وبه نصف كمية الماء فقط.. ولمدة سنتين كاملتين كان يحدث هذا مع السيدة الصينية، حيث تصل بيتها بإناء واحد مملوء والآخر به نصف الكمية..

كان الإناء السليم مزهواً بما يقوم به من عمل كامل.. في حين كان الإناء المشروخ يشعر بالقصور لعدم قدرته على إتمام ما هو متوقع منه.. وفي يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل، قال الإناء المشروخ للسيدة:

– أنا خجل جداً من نفسي، لأني عاجز لتسرب الماء على الطريق من الشرخ الذي أصاب جداري!!

فابتسمت السيدة العجوز وقالت:

– ألم تر الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك، ولا توجد على الجانب الآخر.. فأنا أدرك تماماً مقدار الماء الذي ينسكب منك، ولهذا الغرض غرست البذور على طول الطريق من جهتك حتى ترويها عند عودتنا للمنزل.. ولمدة عامين متواصلين قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها بيتي.. ولولا ما أنت فيه ما كان لي أن أجد هذا الجمال.. كل منا لديه ضعفه.. ولكن ضعفنا وشروخنا تصنع حياتنا بطريقة عجيبة ومثيرة…

انتهت الحكاية.


وأمام هذه الحكمة الرائعة يجب علينا جميعا بشروخنا وضعفنا أن نتقبل بعضنا البعض على ما نحن عليه و ما فيه.. وننظر لما هو حسن لدينا.. هذه دعوة صادقة لكل من يشعر بالعجز أو النقص أن يستنشق عبير الزهور التي تنبت على جانب الطريق الذي يسير فيه دون أن يلتفت للجانب الآخر..

مقالات ذات علاقة

صـراع المعـتـقـد

عبدالواحد حركات

الذاكرة المشطوبة

المشرف العام

لماذا نكتب..؟

أحمد يوسف عقيلة

اترك تعليق