حوارات

نجلاء الشفتري: أطمح ان أكون جزء في التغيير نحو الأفضل

حاورها: سفيان المشوني

التشكيلية الليبية نجلاء الشفتري


نجلاء الشفتري هي فنانة تشكيلية ليبية من مواليد مدينة «طرابلس» حيث نشأت وترعرعت، عشقت الخطوط والألوان فاختارت الفن صديقا لها … وحين نقرأ لوحاتها نلاحظ خطوط الذكورة القاسية ودوائر الأنوثة الناعمة … نجلاء شخصية رقيقة وبشوشة تميزت ببصمتها الفنية الخاصة واستطاعت من خلال جمالية لوحاتها أن تصنع لنفسها اسما، وذلك بفضل موهبتها التي جعلتها علامة فارقة في مجال الفن التشكيلي… يسعدني اليوم أن استدرج ريشتها في هذا الحوار وعن مسارها الفني نتحدث:

من هي نجلاء الإنسانة، ومن هي نجلاء الفنانة؟

نجلاء الشفتري الإنسانة هي نجلاء الفنانة لا تنفصل إحداهن عن الأخرى فأنا إنسانة بسيطة محبة للحياة، والفن له جزء كبير مني ومن شخصيتي وهو الوسيلة الصادقة للتعبير عن ذاتي وأفكاري وتطلعاتي.

ما الذي استهواك في عالم الفن التشكيلي؟

الفن هواية منذ الطفولة…اخترت مجال الفن كدراسة واليوم أصبح مهنتي.

تعد المدرسة الواقعية والمدرسة الانطباعية والمدرسة التجريدية من أهم مدارس الفن التشكيلي… لأي مدرسة تنتمين ولماذا؟

المدارس الفنية جميعها لها أثر في تكوين لوحتي ومساري الفني، بدأت بالواقعية التي رافقتني طوال فترة دراستي حتى تتكون عندي حصيلة بصرية جيدة، وأيضا معالجة ومحاكاة لطبيعة الأشياء، ومنها للانطباعية ثم التجريد… الا أني أجد نفسي تجريدية وتجريبية لما وجدته في التجريد من عبقرية في الاختصار وقوة في التنفيذ وجرأة في الطرح.

وفي نفس الوقت أجد أن التجريد مبني على الواقعية ومن لا يدرك المدرسة الواقعية لن يحسن مدرسة التجريد.

من هو مثلك الأعلى من الفنانين على المستوى المحلي والدولي؟

الكثير من الفنانين العالميين كانوا مؤثرين… أما على الصعيد المحلي فقد تشرفت بالعديد من الشخصيات بكونهم أساتذتي سواء كانوا في المعهد أو في الكلية، أو حتى في مرحلة الدراسات العليا. فأنا أكن لهم التقدير والاحترام لأنني تتلمذت على أياديهم مع حفظ الأسماء والألقاب.

من أين تستوحين أعمالك؟ وهل للبيئة دور في ذلك؟

أعمالي هي مجموعة من الأفكار ومستوحاة من الحياة لأن متابعتي للأحداث لها قراءات في مواضيع اجتماعية وسياسية تمسني وتمس أناس يشبهونني، وهو نوع من الحوار البصري يطرح داخل اللوحة. من المؤكد ان البيئة لها تأثير كبير على الفنان باعتباره يستلهم مواضيعه وافكاره الأساسية من بيئته. (الفنان ابن بيئته)، وهذا ما يصنع التنوع على مستوى كل الفنون وبالتحديد الفنون البصرية.

من هو العنصر الأساسي باللوحة: اللون أم الموضوع؟

لا يوجد أي عنصر مهم أو أهم من الآخر داخل اللوحة، فقد تستدعي الظروف للاستغناء عن أحدهم …أنا دائما أبحث عن بدائل للوحة الاعتيادية وفي الكثير من الأحيان وظفت مواد اخرى لتحل محل اللون ولكن كل هذا هو عبارة عن مواد تكميلية للموضوع؛ فالفن الحقيقي هو صناعة حوار بين المتلقي والفنان الذي يحاكي أوجاعه ومخاوفه وفرحه.

لك معارض فنية سابقة: مثل (حينما تنام المدينة)، (أشياء وأشياء اخرى)، (لغة بلا اقنعة) و (قارقوز) حدثيني عن الصعوبات التي قابلتك من خلال هذه المعارض؟

في البداية لم يكن من السهل طرح مشاريع فنية بكل بساطة، ومن دون أي لاذع انتقاد أو استغراب أو حتى الرفض ولكن مع الاستمرارية والطموح والجدية في العمل استطعت تحقيق الصدى الجيد من خلال المعارض التي اقمتها.

التشكيلية الليبية نجلاء الشفتري

كيف تقيمين حركة الفن التشكيلي بليبيا في المرحلة الراهنة؟

الحركة الفنية التشكيلية لم تكن ثابته أو مستقرة على الدوام، هناك فترات انتعاش وهناك فترات ركود الا أن السنوات الاخيرة الحركة الفنية تشهد تهميشا وتصحرا بأتم معنى الكلمة.

هل تؤيدين فكرة محاربة التطرف والإرهاب بالثقافة؟

أنا مؤمنه بذلك لأن الثقافة قادرة بكل أطيافها من خلال الأدب والفنون أن تصنع التغيير، وأن تحارب القبح والجهل وكل أوجه الارهاب والتطرف الذي بات يهدد أمن البلاد ويزعزع استقرارها…فالمجتمعات لا تبنى إلا بالثقافة.

لكل فنان رسالة معينة…ما هي رسالة الاستاذة نجلاء الشفتري وما هو هدفها المستقبلي؟

رسالتي بسيطة جدا، أطمح ان أكون جزءا في التغيير نحو الأفضل …وان أساهم في حركة التنوير الفني في ليبيا… وطموحي هو تخليد بصمتي في هذه الحياة!


صحيفة فسيفساء مغاربية 2018

مقالات ذات علاقة

أماني محمد: الغربة قد تكون نقطة انطلاق رجعية

حنان كابو

الكاتب الروائي محمد الأصفر.. في الغربة تكتب كثيرا..!

حنان كابو

نويمي فيرو: الترجمة كالحب.. ليست خيانة

محمد الأصفر

اترك تعليق