فارس أحمد العلاوي- سوريا
مطعم البرعي في مدينة طرابلس الغرب القديمة
يعد مطعم البرعي واحداً من أهم المعالم السياحية في مدينة طرابلس الغرب في القرن الماضي ، تعرفت على هذا المطعم بالصدفة ، كان ذلك سنة 1998م ، كان معي حينها صديقي علي عبود عيسى عضو هيئة التدريس في كلية المعلمين بتيجي ، وكانت أخر زيارة له في سنة 2006م ، وقد وثقت الكاميرا زيارتي الأولى وزيارتي الأخيرة ، وفي الصورة المرافقة زيارتي الأخيرة للمطعم ، أذكر حينها أن وجبة طعام الغداء التي طلبتها كانت الكسكسي ، وهي من الوجبات الشعبية الليبية التي أشتهر بها مطعم البرعي.في زيارتي الأخيرة لهذا المطعم سألت صاحبه عن تاريخه وأهم ما يميزه ، فقال لي : “أفتتح مطعم خليفة صالح يوسف البرعي سنة 1933م ، في موقعه بباب الحرية ، وأهم ما يميزه أنه في وجبة الغداء فقط يقدم أكلات شعبية ليبية” كان مطعم البرعي الذي أفتتح قبل ما يزيد على ثمانين عاماً أشهر مطاعم مدينة طرابلس ، حتى ان كلمة “البرعي” صارت كما قال الدكتور علي فهمي خشيم : تعني المطعم أيا كان وحيثما كان على بعض الألسنة (هذا ما حدث ، ص25) ، وكان المطعم واحداً من المعالم التي لا بد للسائح من زيارتها .
وهذا ما أشار إليه ألأستاذ علي مصطفى المصراتي في قصته “السائحات الجميلات والحاج” من مجموعته القصصية “القرد في المطار” (ص122) وكان المطعم مقصداً لكثير من الشرائح الاجتماعية في مدينة طرابلس ، وهذا ما أشار إليه أستاذنا المصراتي في كتابه “نماذج في الظل” في حديثه عن شخصية “سلاماتو” حارسة الفندق ، وهي رمز للمرأة الليبية االمكافحة والوطنية الغيورة على وطنها ، سلاماتو هذه كانت تطهي الطعام بيديها لكنها في بعض الأيام كانت “تتكاسل عن عملية الطهو فتذهب إلى الحاج البرعي الطباخ بباب الحرية تأخذ صفحة كبيرة من النحاس طالبة نوعا من الحرايمي (وهو) السمك المطهو بطريقة فنية ليبية” (نماذج في الظل ، ط1978م ، ص163).كلام المصراتي هذا كان في بدايات النصف الثاني من القرن الماضي ، وكان المصراتي يقيم في الفندق ذاته الذي كانت سلاماتو حارسة له ، وكان أيضا من رواد مطعم البرعي ‘ ولذلك ذكره المصراتي في قصة من قصص مجموعته القصصية “مرسال” والتي أعاد المصراتي نشرها من جديد في مجموعته القصصية “خمسون قصة قصيرة” (ص62).