طيوب النص

عجز اللغة ومكر الذاكرة

من أعمال التشكيلي العراقي سعد علي


من اخترع كلمة الحنين؟ وجعل لها رائحة الشمس وهي تغرب على مكان ما، أو شعورٍ ما؟

أقصد من أول من قال، أحن لشرفة بيتنا القديم؟ لجرح الطفولة في ركبتي؟ للدراجة القديمة؟ للشجرة العجوز وسط ساحة المدرسة؟ لحضن أبي؟  لأول قبلة؟ لأخر تلويحة يد؟

في السلافية الحنين لا أن تشتاق فحسب بل أن تتذكر فجأة حتى تشعر بيدٍ تغوص في صدرك، في الفرنسية (لا يمكنني العيش بدونك)، في الإسبانية هو الغربة، في العربية يعني الفقد، في لهجات شمال إفريقيا يعني الوحشة، في السواحيلية نقصان في الروح، ولكن ما من لغة أخرجت من احشاءها معنى حرفي لذلك الشعور في أن تهوي في بئر جاف وشفتاك مشققتين من العطش.

الحنين هو عجز اللغة، ومكر الذاكرة.

مقالات ذات علاقة

فن المقامة: مقامات الورد

سعاد الورفلي

ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﻄﺮ

خالد مصطفى كامل سلطان

خطاب مفتوح لأمير النهب

محمد دربي

اترك تعليق