من أعمال التشكيلية فتحية الجروشي
طيوب النص

نثرية مسلسل عربي

 Fathia_Jeroshi (5)

أخرج من عقر الصمت مسدسه وقتل نفسه

فاستيقظتْ عوالم الغياب المنسية ، على صوت رصاصته

تخترقُ القلب الميت …

وتجتاحُ أعماق العربدة ..!

تغتالها في مكمنها

وتحرك ذاك الركود الساكن الذي امتد

حتى صار ضباباً لايراه سوى

من ذاق وبال العبور

حين يظلمُ عليه ليلُ العتمة المعزولة

فيعجُّ كون الربيع المنتظر بالحياة !!

 

ليته أيقظ ربيعنا النائم مُذ كنا صغاراً

ووفر سنين العمر …أكملناها انتظارا

ليته حرك زناده

وحرر تلك الطلقة الأسيرة التي ظلتْ دهراً تنتظرُ الفرج

تنتظرُ رحمة القضاء والقدر!!

 

هل كان يجبُ أن يحرق نفسه

كي تتحرك الحياة

من مكانها …

كي يعود لنا تاريخٌ ….

وتعيش كلماتنا …..

وتخرج تراكمات الآه داخل كل عربي

أغدقتْ عليه من مرارتها ما يكفي لأن ينتحر …

وكي يزول الصدأ ….

وتطير المناطيد ….

وتكفُّ الطائرات عن التحليق في الآجواء الكاذبة

هل كان يجبُ أن نكتشف أنَّ الجيوش العربية

ماهي إلا لعبة كوتشينة ,,,

يلعبها حكامنا…على مسرح الدُّمى والعرائس …

هل كان يجب { يا بوعزيزي }أن تعبر هكذا !!

 

هل وجب على {علي }الصغير ، وصديقه

و أخته {شروق }أن يضحوا بورد الطفولة

ليقنعوا العالم بلهجتهم …أن الحياة في وجود

هذه البالونات المنتفخة الكاذبة صارتْ لعبة غير معقولة

وصار موعد قطاف العنب في غير موسمه

و أكل التفاح اللبناني أشبه بأكل الجوز في موسم التمر

و أن الدبلوماسية صارتْ تشبه الآيس كريم حين يأكل الحرُّ

برد الشتاء !!

و أن فستان بنت الحاكم …. الذي طرزته أيادي أمهات الشهداء

صار لزاماً أن يدفع الكل ثمنه!!!

 

 

هل كان لابد للغرب أن يتفرج على المخرج

وهو يغير وجهة نظر الكاتب ….

و أن يخرج الحاكم من الدور الذي كُلف بتمثيله !!!

كم أبدع حكامنا !!

وكم دفعنا ثمن المسلسل العربي ..!

وكم كان على المخرج أن يقطع متعة الغرب

حين يتفرجون على مسلسل عربي !!

حين يحاولون بخيالهم أن يصنعوا النهاية

ويبحثون عن سر البداية …

ويدسون الجواسيس بين الطبيبة {والداية} !!!

 

 

آآآآآه

كم سيطول بنا ذكرك يا بوعزيزي ….

كم سيرهقنا الصمت حين تعجز الكلمات ,,,,

عن الأتيان بمثل طلقة الحرية التي منحتها لنا

كم سنلعن وقفاتنا الاحتجاجية

حين كانتْ تُقطع عنا المياه الغازية

والشوكولا الاسرائيلية

والدراما التركية ، والمكسيكية!!

كم سنرهق بحثاً عن كلمة حب ٍتشبه

عشق النخلة العراقية …

أوتاريخ الحضارة المصرية …

أو حتي رائحة القات اليمنية …..

 

سلامي لك يا بوعزيزي

سلامي لطعم الحرية …لسر النكهة ….

ولرائحة القهوة العربية ….

ولعبق العطور المكية الشرقية …

ولأشعار الاندلس، وفتوحاتنا ….

وموائد الرفق والرحمان

ومواويل الحواري البريئة والعادية

سلامي لعشقك الموروث عن أنفة الخيل

الاصيلة العربية …

عن كرامة المعتصم …وشهامة الفوارس

حين أجاب نداء سبية !!!

كم سننتظر !!!!

يا بوعزيزي …..

وكم سنبقى ؟؟؟

كى نعيد تاريخنا

للصفحة الأولي المطوية !!!!

مقالات ذات علاقة

البيت العتيق

منى الدوكالي

الليل يا ليلى يواعدني

سعاد الورفلي

يا شاعرُ لا تجعل الأنين ثقيلاً

عاشور الطويبي

اترك تعليق