شظية قبس:
ظنت أنّها لن تسعد يوماً، وهي التي ليس لحسنها البديع ثانٍ، ظنت أنّ الام عقلها وقلبها لن تنتهي وهي التي تعرف إنْ ذلك لن ينقص من خطوها، عيونها نجدية السواد، وجفنها ملئ بالإلهام، طاف بها ركب الليالي يحدثها عن الدنيا وعن أمانيها وعن آمال تبثها الأيام وهلة.. من نشوة السكينة استمعت لأول مرة للشيخ محمد رفعت يقرأ القران فأحست بأنّ نافذة للرحمة قد فُتحت، فأدركت أن الألم ليس بدائمٍ وأنّ قبس من السعادة قد لمس فؤادها، وأنّها تستمع حقاُ للقرآن. قال الوتر الشادي: حقاً، لم يزل في التاريخ عُرسها أجمل عرس.
شظية مُهرول:
نظر إلى الناس وهي تركض وتهرول نحو غاية لا يعرفها، قرّر الركض مع الناس، ظل يركض خلف الناس ويهرول كما يهرولون، بعد لحظة بدأ يركض أسرع من الناس، مرّ بالجميع.. وهو في غاية الانبساط والانسجام.. توقف عن الركض فجأةً، استمر ركض الناس، قال بحرارة مُتعبة فيها قليلُ من الابتهال: يا الآهين، كنت أعتقد أنّي الوحيد الذي يحمل نقالاً بين المهرولين. عندما هجم الظلام، ظلّ مع نقاله ناقراً حتى الصباح.