بداية، أستعير هذا البيت للشاعر العراقي “مظفر النواب”:
كان الكون معافى
فلماذا أنزل نعش الحزن ليدفن في عافيتي؟
*
مند زمن، وزمني خارج عقارب الساعة، لقد قررت أن أبيت أن صح التعبير عن كل شيء ومن أي شيء، كما تفعل بعض الحيوانات في الشتاء، ولكن بياتي أن أتوقف عن القراءة والكتابة، فيما يشبه البلادة اللذيذة، ولكن ما أن يمضى وقت قصير حتى تفيض الكأس وتصل الكلمات حد البوح!
كل شي حولي هادئ، الكل يغطون في النوم، فلم يبقى على الفجر إلا دقائق ثلاثون، ولكنى منذ ساعات أربع تسمرت إمام الحاسوب، جلت الدنيا، عرفت ما يدور في زوايا الكون، مررت على أهم صحف الدنيا، اطلعت على الإخبار، علمت بأشياء كنت لا أريد أن أعرفها، لم يبقى سر في العالم. كليك وأخرج من الشبكة، لقد أصبح راسي ثقيلاً كجبل وفى زحمة الحياة وفى بوتقتها وعلى أتونها يحترق كل شي وتتحطم صروح آمال عراض لربيع مضى وصيف قادم.. لاشى يستحق الرثاء، ولكن ربما كما قال شاعرنا الراحل “على الفزاني”: (لا شك أن الطوفان آت آت آت )، وحتى ذلكم الحين تصبحون على سبات، وشى من البلادة اللذيذة!