لا جدوى بلا عينيك،
تقترحان لي وهما جميلا،
أو يقينا زائفا،
لا يرتقي للشك أو للغيم،
في تجواله المذعور في الآفاق!
. .
لكأن المجد في العصيان،
لا في الطاعة العمياء،
يا نهر المواجع!
. .
هذا النور في عينيك،
هذا الوعد في شفتيك،
هذا الأرجوان الساذج المخبوء في خديك،
أمواج تنادي،
من يريد الغوص في لجج السماء!
. .
فالنار تنهش ما تراه،
والكثبان تصرخ في الفضاء:
ويل لمن لا يحتمي بالريح،
ما بين الجبال،
ويل لمن لا يرتقي الربوات،
أو يجلس على جسر السراب،
ولا يكف عن الأنين!
. .
وهذا الليل في الصحراء،
يلهج بالنداء:
ويل لمن لا يرتوي من ماء نهر الرمل،
والأنواء،
طابور طويل في ظلام الليل،
كالإبل العنيدة،
والأنواء لا ترحم!
. .
ها هنا وادي الجنون،
وهذا البرق نافذة،
خيول لا تكف عن الصهيل،
وبحر لا يكف عن النحيب،
وغزلان تشير إلى زمان غابر،
والنور يخترق الحجاب،
ويرتوي من بركة الأوهام،
. .
النور،
يخترق الحجاب!
. .
ها هنا ليل ,
ونجم لا تكدره المسافة،
والطريق طويلة،
والدرب بعد الآن سالك!
والزاد،
لا يكفي الطريق،
الزاد،
لا يكفي الطريق،
ومن لا يرعوي،
لا بد،
. . هالك!