المقالة

في عيد ميلاد الشاعر

الشاعر علي صدقي عبدالقادر.
الشاعر علي صدقي عبدالقادر.


حين نتحدث عن شاعر الشباب.. اكيد أنني لم أحضر ميلاد الشاعر علي صدقي عبد القادر ولكنني حضرت يوم وفاته وشاهدت مدى الحزن الذي مر بنا ومدى ذرف الدموع عليه وأن كان قد تجاوز الثمانين من عمره آنذاك

ولأنني كنت قريبة من المشهد الثقافي الليبي كان علي صدقي عبد القادر شاعر الشباب صاحب الوردة الحمراء وحبيب فاطمة كان جزءا من عواطفنا ومشاعرنا..

دائما كنت أحب أن أجعله رمزا ليوم الشعر العالمي ومازلت.

كما أحب أن أحيي يوم ميلاده ونحتفل جميعنا بذكرى وفاته.

كانت لنا ذكريات كثيرة معه لأنه رمز في التواضع بين نظراؤه من الشعراء.

ولأن من تواضع إلى الله رفعه كانت شعبية شاعر الحب دائما ترتفع..

كان رحمه الله لا يدع فرصة تفوته للقائنا في كلية الصيدلة عندما كنا طلبة فيها، يشاركنا احتفالاتنا الطلابية يشاركنا أمسياتنا الشعرية حين كنا مجرد هواة ومواهب نكتب محاولات شعرية وكان يدعم أقلامنا الواعدة آنذاك..

كنت حين التقيه أفرح لتلك الابتسامة الدائمة التي كان يصر على أن يلقيها على شفتيه بحبور وكأنه بها يفتح ذراعيه للترحاب دائم التواصل معنا يحثنا على الاطلاع والمداومة على الكتابة والنشر دائما

وكان يعرفني مقلة في نشر ما أكتب في الصحف وكلما تقابلنا كان يصر على السؤال لماذا لا تنشرين ما تكتبين

خصوصا انه كان يسمع مشاركاتي في الأمسيات التي يحضرها..

أذكر ذات صيف قائظ في أمسية شعرية في منتصف تسعينيات القرن الماضي وقد كانت بمسرح كلية العلوم بجامعة طرابلس

في أحد ايام شهر يوليو وكان الطقس حارا جدا.. جاء شاعرنا ليشاركنا الأمسية مع مجموعة من الشعراء الجدد وكانت المشاركات كالتالي

ام الخير الباروني
سعد الغاتي
حنان محفوظ

وكان علي صدقي عبد القادر أول الحضور لاهتمامه وحبه للشعر ولاحترامه لحضور الأمسيات. وأتذكر جيدا هذا اليوم الذي لم يأت فيه من الحضور سوى سبع أشخاص فقط جلهم من الشعراء المشاركين. وقد أزعجنا هذا الموقف ولكن الشاعر علي صدقي عبد القادر حين اعتلى المنبر وبدأ كلمته قال: لا تنزعجوا فهذا هو حال الشعر وأمسياتنا الشعرية في كل الدول العربية لا تجد الجمهور

ولا أحد يأتي لينصت للشعر.. إلا في بغداد وهذه كانت شهادته على حال الشعر وجمهوره، ولكنه أكمل الأمسية وألقى علينا نصوصه الرائعة واستمع للجميع..

على الصعيد الشخصي أعتبره شاعرا عظيما كبيرا ليس في عمره ولا لسنوات تواجده في المشهد الشعري والثقافي الليبي وإنما لكونه شاعرا يقدر الشعراء صغارا وكبارا في بداياتهم او بعد ارتفاع نجوميتهم

فكان يشارك المواهب أمسياتهم على نفس المنصة ويحترمهم وكأنهم في نفس مستواه الأدبي

وأفتخر بأنني اشتركت معه في قراءة نصوصي الشعرية وهي لا تزال جديدة لم تر النور في نشرها عبر الصحف وقلة هم من يعرف حنان محفوظ

حين كنت لازلت طالبة في كلية الصيدلة وتوالت الأمسيات حيث التقينا في زلة في ذات المهرجان مهرجان زلة للشعر والقصة

ومهرجان زلطن وغيرها في أمسيات كثيرة أخرى..

رحم الله الشاعر شمس الحب ونجم الألق..

وكم أتمنى أن تتبنى الجهات المسؤولة يوم ميلاده يوما للشعر نطلق عليه اسمه على غرار مهرجان علي صدقي عبد القادر الذي نظمته بيوت الشباب بمدينة الزاوية في العام 2009..

رحم الله شاعرنا الكبير علي صدقي عبد القادر وغفر له وهو من هو في الوطن العربي والعالم أجمع..

إلى شاعر الوردة الحمراء وحبيب فاطمة..


6 نوفمبر 2020

مقالات ذات علاقة

أزمة الطبقة الوسطى في ليبيا

محمد الترهوني

الجوع الأعمق.. ذلك الجوع المسكوت عنه !!

المشرف العام

هك ولا يناموا

عوض الشاعري

اترك تعليق