إلى علي صدقي عبدالقادر
(ط)
ليبيا
فاكهة ناضجة
ثمرة أجاص كبيرة وحلوة
امسك بها اللص في كفه
وشق بطنها
وفي مربوعته جلس يتناولها
بالشوكة والسكين.
من مكانها في اللوحة الزيتية
على الحائط
ضمت الأم فراشيتها حول وجهها
وأشاحت وهي تمتم بازدراء:
” مجماج “
(ر)
البحر جار سيء.
يفتح البحر عينيه
قليلا قليلا
ويبدأ بالتجشؤ.
الكثيرون يعرفون ذلك
لكن الكثيرات ممن سيحبلن
في تلك الأثناء
سينجبن دون ريب
أوغادا وقراصنة.
(ا)
داخل السرايا الحمراء
مدينة الباشا
ينهمك قارعو النحاس
في صنع قدور حمراء جميلة
مليئة بالرنين.
لكن حفيدة ” اميمة”
الساحرة حمراء الشعر
ستخرج منها الكثير
من الكسكسي بالحوت.
(ب)
تلك الظهيرة في سوق المشير
كانت حارة
من أيام أغسطس.
صحت في صاحبي البائع
داخل دكانته منشغلا وزبونته:
” نويرا تشبشب”…
التفتت تلك الفتاة الطرابلسية نحوي
وأرسلت من عينيها الواسعتين نظرة قلقة
انفتحت فيها كل أزقة المدينة القديمة أمامي
وأضعت طريقي داخلها …حتى اليوم.
(ل)
كان الصياد العجوز
يخيط شباكه عند المرسى
حين قال لي:
البحر صديق جديد وعدو سيء
قضيت أربعين عاما في صحبته
ومن بين جميع الكنوز التي ترسب
في قعره..
الجوهرة الوحيدة التي عثرت عليها
كانت على البر…
فاطمة زوجتي.
(س)
الكاباك النحاسي يغلي
مصدرا ضجيجه المعطر
وهي تنحني لتملأ الفياشكا
بما جمعته من ماء الورد.
تدلت ضفيرتيها الفائحتان
بزيت القرنفل.
حين هرعت الطفلة لتهمس في أذنها شيئا
أشعل خديها في ابتسامة خفيفة
وهي تسمع خطواته تقترب.