أيّها المهدي
ربما ينبغي لي أن أكاشفك
عن كثيرٍ مما بداخلك
عن قلقك الوجودي المُترَف
في انتباذك بخيالٍ طفح باكرًا بأصيصه المعملي
عن صراعك المهزوم مع مرَدَة الوهم
كل مسائلك عصيِّةُ الحل
وأسئلتك غائمةٌ عن الأجوبة
القُرى تبدو صغيرةً وشرسةً في عينيك
والعالم سرابٌ مضطرب الميوعة بنار بصيرتك
عن كتمانكَ الأزليّ لغربة الأمكنة في وحشة الزمن
كل ما جاهدتَ من خسائرَ
في سُدى التأقلم مع آمالك المخذولة
خلف القطعان العجفى’
بتنقيبك اليائس في مناجم قاحلةٍ من الحياة
عن تربُّص النبوّة بحِراء هواجسك في القصيدة
عن عودتك حافيًا بخفّي حنِينك الملاك للحبيبة
وفداحة الردّة من قلوب نسوتك عن انتظارك
لا أُمهاتَ مؤمنينَ مُعوَّلٌ عليهنَّ لسرّك
ولا مَلِك لا يُظلم عنده أحدٌ فتلجأ إليه
عن غفلتك الغارقة في نوستالجيا الصبا
ووعيك الذي ضاق بحِمل العمر الخاطف
وعن تلبُّسك بمسِّ مجازٍ شاعرٍ
خاتله الوحي بالخلود
مصراته. 27 تشرين الثاني 2022م