طيوب البراح

لا أحب الوداع

عبدالرسول محمد

من أعمال التشكيلية والمصورة أماني محمد

بعد ردح من الحزن، وسنوات لم أرى لها وجها باسما، حتى فرغ محتواي تماما من كل شيء إلا الحزن، صار السواد الأعظم منى تسربت الدقائق والثواني دون أن أدري، روح هشة، ونفس لا تقوى الوقوف أمام وجه الشمس، صارت السعادة تؤلمني أكثر من الحزن نفسه، الكآبة صارت طقسا ملائم لكي يمر العمر بسلام، وجه الفرح مرعب بالنسبة لجسد فارغ تلسعه الأيام، وتنهشه الليالي، ولسان اخرسته الأوجاع، وشفاه متجمدة ختم عليها أن لا تتحرك، وغدوة شاعر هائم على وجهه في صحراء اليأس، يتحسس رًوح شيء ضائع، لا يدرى هل هو ذو قيمة، ينكر ذاته، يكره كونه هو، ما هو عليه، يحب أفكاره المحزنة، يرى أنه لم يعد هو ذاته،   إحساسه، رغباته، أفكاره، صارت وجها غير مألوف له، حتى جئت انت، صارت تلك العيون ترقص ضحك،  والشفاه تتحرك تنطق بكلمات غريبة لأول مرة، تبتسم للريح كما يقولون ، ووهبت لي أجنحة لكى ألحق بنسمات الفجر، و للتحليق إلى ما وراء الغيوم،  يا بهية الوجه، كأشعة القمر حين دخلت من النافذة، تبدد الظلام، تبعث السكينة في ليل التشرد، لها وشوشة تخل الغرفة الغارقة في الصمت، امرأة لها قلب يقوى على المقاومة، اعطيتني ما لا تهبه امرأة لرجل، اشياء صغيرة، جدا، كما ساد المعتقد، ولا يعلم البعض أنها، مملوءة بالأمل والحب، وكل ما في القلب البشرى من رقة وعذوبة، أطرح لك عمري مفروشا بالرياحين والياسمين، و سوف يكتب أسمك للتجديد على وجه الحياة، واقترن بك خليلة يا خليلة، سوف أجعل من قلبي مسكنا لجمالك، وصدري قبرا لكل وجع مررت به، يامن لولاك ما عرفت وجه الفرح، يا ذات ما أنت تعرفين ما أود قوله، يا عذبة الروح والصوت الطفولي أحيانا، كل ما أستطيع أن اصفه وحينما تسألين كيف يكون بعد ان صرت اتحسس وجه الفرح، أقول إنه يشبهك تماما!!

مقالات ذات علاقة

العشرينات.. هي محطة عُمرية

المشرف العام

ما علاقتي

المشرف العام

تتغير الأرقام فتمضي السنوات

خالد الجربوعي

اترك تعليق