سالم الحريك
تمتاز كل بقعة من بقاع الوطن الحبيب ليبيا بحس فكاهي وواقع يصلح تناوله في قالب كوميدي يصل للجمهور دونما أية حواجز، والعمل الناجح هو من يخرج من رحم الواقع فيعرضه بكل بساطته وعفويته ما يجعله قريبا وسهل الوصول لكل المشاهدين.
وهذا ما استطاع فعله “أصيل ابحير” ورفاقه في ظهورهم الأول في (ولاد الناس)، فقدموا الواقع الطرابلسي بكل بساطته وفكاهته دونما تصنع أو رياء، ما جعلهم يحضون بنسب مشاهدة عالية ووصول الى شرائح مختلفة من المجتمع الليبي، لكن يبدو أن هذا النجاح الجماعي لم يتم استغلاله على الوجه الأمثل فتفرق شمل النجاح وانطلق “أصيل ابحير” وحده في أعماله الأخرى ممثلا العقلية الذكورية والنظرة الذكورية للمجتمع فكان ديكتاتوراً في تقمص الأدوار وأخذ ما يناسبه هو وعقليته الذكورية فمثل دور الأخ الفاضل والابن الفاضل والنسيب الفاضل والعديل الفاضل والخال الفاضل وغيرها من الأدوار التي تجعل منه شخصا إيجابياً في كل المناسبات والأدوار وتضع الوجه النسائي في العمل على أنه الوجه الشرير على الإطلاق فلا الزوجة ولا الأخت ولا الابنة صالحة، وبالتالي يصبح “أصيل” هو الموجه للسلوك العام والناقد الذكوري عبر ما يوجهه من نصائح مصحوبة بنبرة ذكورية وحس عالي في استرسال لغوي يمتد لدقائق للمشهد الواحد.
ما يدل على صعوبة بالغة يجدها الممثل أو من يشرف على توزيع الأدوار في تقمص مختلف الشخصيات والنظرة للمجتمع نظرة متجردة من الذات بكل ما فيها من عيوب ومميزات، وبالتالي من الصعب جدا أن نطلق على مثل هذه الأعمال أو مثل هؤلاء الممثلين لقب الممثل الفعلي الذي بإمكانه أن يناقش القضايا بصورة متجردة من الذات فذكورية أعمال “أصيل ابحير” ونظرة أعماله للمرأة أنها صاحبة كل المشاكل الاجتماعية واضحة للعيان.