زكريا محمد
في بلاد يبدو أن صناعة الورق ابيدت بها بالكامل ..وقطاع المطابع بها ونتيجة لتراكمات عدة عاجزة عن العمل وتغدية المكتبات بحجاياتها للاصدار المعرفي بكل تنوعاته …بل في يبلاد منذ حرب 2014 بالمنطقة الغربية توقف الاصدار اليومي للصحف بالكامل …ففي ليبيا وبطرابلس العاصمة والتي يبدو الأن أنها تقف كعاصمة وحيدة في العالم لا يوجد بها صحيفة يومية رسمية تقدم خدماتها الصحفية للناس ..
تقف بالمكتبات فتجدها خالية من آي منتوج صحفي وحدها هناك وبصدر الرف تجدها (صجيفة فسانيا ) والتي رغم أنها ومنذ تأسيسها لم ينص عقدها على الاصدار اليومي فقد كانت اسبوعية من عددها الأول ورغم أن مرور المحنة اوقف كل الصحف المناطقية بل واليومية والتي كانت تصدر بمدن كطرابلس وينغازي الا ان فسانيا والتي ( تصدر )عن مدينة سبها وعن هيئة دعم وتشجيع الصحافة والتي يفترض إنها الداعم الشرعي والسند الرسمي لكل العمل الصحفي بليبيا لكنها بالكاد حافظت على انتظام اصدار صحيفة رياضية واحدة تصدر كل خميس في طرابلس في حين باقي اصداراتها تعاني العجز الكامل إما التوقف نهائيا كما في الصحف اليومية وصحف كل المناطق وإما بعدم انتظام الصدور للقليل الذي تبقى برصيدها نتييجة نفس التراكم والذي اوردناه فيما يخص المطابع بالاضافة لعدة اسباب اخرى لا تعد ولا تحصى ومنها عدم الالتفات لها من قبل حكومة الوفاق وانقادها من مشاكلها وهذا امر محير في ذاته ؟؟؟
.. ظلت صجيفة ( فسانيا) لوحدها وكأنها تحمل كل الهم الصحفي بليبيا على كتفيها وتمضي ..كل اتثين نجدها هناك بانتظارك بصدر المكتبة محملة بماتقدر عليه صفحاتها الصغيرة وحجم (التابلويد ) من اصدار صجفي سياسي اجتماعي وثقافي ورغم معرفة الجميع بما تعانبه الصحيفة (فهمها هم من هم الصجافة بليبيا عموما ) من معاناة مالية وضائقة ادارية لكنها وباصرار العاملين بها وعلى راسهم رئيسة التحرير (سليمة بن نزهة ) فكأنهم وعند كل اصدار يعملون بالوقوف جميعا بوجه العاصفة كي تظل وردة المعرفة صامدة بوجه الريح .
عددها الاخير الذي يصدر اليوم الاتنين ويجمل رقم 246 والذي سيوزع ورقيا بصعوبة وبدليل الاشعار عن وجوده ببعض المدن الليبية وبمكتبات (سبها طرابلس هون اوباري الابيض ) فقط .. في حين يظل الجميع في انتظار الاتنين القادم وفي انتظار فرص على الارض تسمح بتوزيع اكبر وافضل ..
______________________________________________