زينب عبدالله
لا تلوموني
أَنا لست كالسابق
ربما أنتم السبب
ولست أنا السبب من ذلك
حاولت أَن لا أكون مثلكم
ولكنكم خذلتموني
فأصبحت أتصرف مثلكم مثل أنانيتكم ونفاقكم وجهلكم
أصبحت دميتكم وضحية
مجتمع فاشل
لقد أصبحت مثلكم
فهنئوني
رميت عباءتي
وارتديت عباءتكم
كم أكرهكم
صفقوا لأنفسكم صفقوا لانتصاركم
أصبحت نسخة منكم لماذا لم تدعوني وشأني؟
أريد أن أستعيد عالمي
أريد عزلتي وكتابي وقلمي ومذكرتي
أصبحت أتصرف بكل غطرسة نعم أنا سيئة مثلهم ولم أعد أبالي
لقد تغيرت
أصبح ماضي عبارة عن شفقه لحاضري
أعترف كوني عاجزة عن السيطرة على ذاتي فأنا مهزومة ومنكسرة
سأشرب من جعتي
لتنسيني انكساري وأتلذذ من شتمكم حتى الصباح
من أنا ومن أكون؟
لم أعد أعرف نفسي
فأنا تأهة
فنهضت واقفة من فوري واستجمعت قواي من بعد ثمالتي
واتجهت الى مرأتي ونظرت الى نفسي التي لم أعرفها التي اصبحت غريبة ومرعبة جداً أردت أن أصرخ بكل قوتي والألم يعصرني من داخلي، لم أستطيع الصراخ.
تأملت نفسي قليلاً، وأسرعت مسرعة باتجاه معطفي الشتوي وارتديته لأخرج الى الخارج كانت أجواء شتوية ملبدة بالغيوم، رغم خروجي في الصباح الباكر الا أني أسمع ضجيج من حولي
لم أحتمل لم أَعد أسمع الا الضجيج فعدت مسرعة الى بيتي ووقفة أمام مرأتي أنظر الى نفسي ولا أملك الا الصمت
مددت يدي نحية مرأتي وتساءلت في نفسي
ماذا فعلت؟
ماذا فعلت في نفسي!
كنت أطيع أنانيتي حتى فقدت كياني
أريد أن أحارب من أجل نفسي
أريد محاربة اليأس الذي سكنى داخلي
أريد استعادة ذاتي التي رحلت عني
أريد الاستيقاظ من هذا الكابوس
أشعر أن كل الطرق قد أغلقت أمامي
فراودني اليأس من جديد
لقد استسلمت بضباب الكراهية من حولي
لا أستطيع فأنا محبطة
لا تلموني أن قلت لكم أنتم سبب يأسي وإحباطي
كيف أتقبلكم ان كنتم لا تتقبلوني
أتمنى أن أطفئ سيجارتي عليكم لكي تحسوا آلامي
لا أريد النظر في مرأتي بعد الآن سأقوم بكسرها لكي أرتاح من هذا العالم
موتي هو سلاماً لي ولكم
فالدنيا لم تخلق لإسعادي
سأرحل من هذا العالم البغيض فقطار الموت ينتظرني
سأرحل ويرحل أثمي معي وأنا أحمل حقائب الخيبة والخذلان
أنا راحلة
وأعلم أنه لن يشكل أي فرقاً عليكم
أنا راحلة ويا ليت تعلمون
لن أودعكم
ولا تلموني بقتل نفسي
لأني سئمت العذاب سئمت روحي سئمت سكن جسد لم أفهمه
راحلة ولن أعد
فلا تلموني لأنكم أنتم من غرزتم سكين الطعنة في جسدي
ولا تشيعوا جنازتي بعد انتحاري
فقد قتلتموني منذ زمن وأنا أعيش كجثة هامدة بينكم
سأسكن قبراً لعله يرثيني ويشفق علي حالي عندما عجز البشر عن فهمي!!!