سامي محمود القنبور
تمر اليوم الذكرى الـ57 لوفاة السيد “طارق الأفريقي” أحد الشخصيات الليبية المؤثرة. وهنا نعرض لسيرته كما كتبها الأستاذ “سامي القنبور”.
هو طارق محمد بن عبد القادر الأفريقي ولد سنة 1886م بمدينة طرابلس التي نزحت اليها اسرته من فزان وهو من أب ليبي وأم من مسلمي نيجيريا، وصف مؤرخنا الجليل “علي مصطفي المصراتي” لقاءه الاول به كالتالي:
( كان اللقاء الاول به أواخر الاربعينيات في منزل المناضل “بشير السعداوي” بحي الدقي، القاهرة وكان في صالون السعداوي مجموعة من رجالات العرب في تلك الآونة اذكر منهم البطل المجاهد عبد الكريم الخطابي واخاه الفقيه محمد الخطابي ومن اعضاء مكتب تحرير المغرب العربي الدكتور تامر التونسي مع زميليه علي الحمامي الجزائري وبن عبود المغربي وكان ايضا هناك الحبيب أبورقيبة والحاج امين الحسيني مفتي فلسطين.
وايضا اللواء صالح حرب و منصور قدارة مدير بنك الأمة العربى وانماط اخرى من سياسيين وصحفيين، الصالون مزدحم وبشير السعداوي كعادته حلو الحديث متشعب السمر وفجأة دخل رجل رفيع القوام مرفوع الرأس، سمهري الوجه، خفيف الحركة، لماع النظرة وقام الكل في احترام يحيونة وهم أصحاب المكانة النضالية وأصحاب الماضي والخبرة).
درس طارق الأفريقي رحمه الله في المدارس العثمانية بطرابلس وأكمل دراسته العسكرية بتركيا والمانيا.
– حارب الغزو الايطالي لليبيا دون هوادة فكيف لا وليبيا بلده الام وهو العسكري الملتزم النشيط!
– حارب في حرب البلقان ايضا كضابط عثماني سنة 1912م
– حارب في الحرب العالمية الأولي -مع قوات احمد الشريف السنوسي بليبيا وعند مغادرة احمد الشريف الي تركيا انتقل الي المنطقة الغربية وحارب مع سليمان الباروني ضد الايطاليين.
– حارب في سوريا مع أحمد نامي في احلك ظروف الثورة السورية ضد المستعمر الفرنسي .
– ركب البحر سنة 1936 للقتال ضد الايطاليين فالحبشة وابلى بلاء حسنا وقاد المعارك وانتصر .
– من اوائل المتطوعين في حرب فلسطين سنة 1948 حيث وصل جبهه غزة عن طريق عمان وقاد القوات العربية التي اسندت له في اكثر من 35 معركة ابلي فيها بلاء حسناً بخبرته وشدة بأسه.
– عمل سياسيا مع لجنة الدفاع عن برقة وطرابلس من دمشق مع كل من السعداوي و فوزي النعاس وعمر شنيب وتيسير بن موسي وغيرهم.
الي جانب سيرته العطرة وآثاره المجيدة لكل العالم الاسلامي وهو الذي حارب ضد الايطاليين والروس والفرنسيين والإنجليز والصهاينة ترك لنا عدد من مؤلفات وذكرياته العسكرية ومنها:
– حرب فلسطين.
– الغازات السامة.
-الجزيرة العربية.
– رحلة طارق الي الحبشة.
من آثاره ايضا ان الملك عبد العزيز ال سعود استدعاه الي السعودية ونصبه رئيسا لأركان الجيش السعودي حتي ينظم جيشه ويجعل منه جيشا نظاميا متطورا واستلم منصبه في غرة رجب 1358 هجرية واستمر به بكل تفاني واخلاص الي ان اختار التقاعد والحياة في دمشق مع زوجته السورية.
أصيب رحمه الله سنة 1958 بشلل نصفي والذي اقعده فالفراش الي ان وافته المنية يوم الثلاثاء 15 اكتوبر 1963م ودفن بمقبرة باب صغير بدمشق.