اليوم مرور 40 يوماً على وفاة الفنان “جابر عثمان” فنان الطفولة.
الطيوب
الفنان “جابر عثمان الدرسي” من مواليد مدينة بنغازي، العام 1961م. حيث تلقى تعليمه بها. ظهرت موهبته الفنية في وقت مبكر من حياته، ودعم هذه الموهبة بدراسته بمعهد (علي الشعالية للموسيقى) بمدينة بنغازي، حيث درس به لمدة أربع سنوات حتى تخرجه منه أواسط ثمانينات القرن المنصرم، ليعمل مدرساً بذات المعهد.
للراحل تجربة في مجال التمثيل من خلال مسلسل (عودة إلى الواقع)، لكنه عرف من خلال تقديمه مجموعة من الأغاني الوطنية والعاطفية، لكنه عرف بتجربته المميزة في أغنية الطفل وبرامج الأطفال، حيث قدم برنامج (كل يوم حكاية) والبرنامج الأشهر في التلفزيون الليبي (أطفال الغد).
وحول تجربة الراحل يقول الكاتب “زياد العيساوي” في مقالة له بعنوان (الأطفال يتساءلون: أينك يا جابر عثمان؟): (إنّ الفنَّان الشَّاب جابر عثمان لم يكُن في الواقع، البادئُ في تدشين مؤسسة أغنية الطفل محلياً، ولكن أستطيع أنْ أحسبَه، أول من أعاد إعمارها وإحياءها، ليس هذا فحسب، بل إنه هو من فتح باب التخصص في هذا المجال الغنائي، لكونه منذ أنْ بدأ الغناء، كان يتمتَّع من دون سواه، من مغنين، بصوتٍ وأداءٍ طفوليين، وبحضورٍ (كاريزم) ملائكي، ما جعله يكونُ قريباً من الأطفال، إذ أنّه في السنة الصفر من عقد التسعينيات، أصدر عديدَ الأعمال، التي تتغنى وتـُعنى بالطفل، ضمن برنامجه المرئي “أمل الغد” الذي كان له حضور مُبهِر ومُبهِج في عيون الأطفال، الذين بمجرد أنْ تقتربَ ساعة بثِّه، نجدهم يتحلقون ويربضون أمام الشاشة الصغيرة، تقرُّباً منه وترقُباً له، لمتابعة كل ما يعرض عبره، من كلماتٍ وحكاياتٍ وإرشاداتٍ وألعابٍ، تُمارسُ وتمضي على لحن الأغنيات، فربما للطفل الذي يعيش فيه، وجد في هذه المدرسة الغنائية، التي عمّرها بفنِّه وسواعد الأطفال، سلوى له عن المدرسة، التي تعلّم فيها، كيف ينبغي أنْ يكونَ الغناءُ والتمثيل المثاليان، والتي أوصدِت أبوابها.. ربما يكون ذلك صحيحاً).
برنامج (أطفال الغد) كان بوابة الفنان “جابر عثمان” للعالم، حيث فاز هذا البرنامج بأكثر من جائزة عربية وعالمية، كأفضل برنامج أطفال شامل. وحول هذه الجوائز يذكر الأستاذ “محمد المجبري” صديق الراحل في منشور له بعنوان (ظاهرة لن تتكرر):
(تحصل على جوائز في برامج الاطفال من مهرجان القاهرة للطفل وتكريمه من وزير الثقافة المصري.
تحصل على جائزة احسن ملحن ومطرب للاطفال في الوطن العربي.
حصوله على الترتيب الأول في برامج الأطفال في سوريا عام 1988 ميلادي.
حصوله على جائزة أحسن مقدم برامج أطفال شامل على مستوى قارات العالم في مهرجان سينما الأطفال بالقاهرة وتكريمه من وزير الثقافة المصري.
حصوله على جائزتين في مهرجان القاهرة التلفزيوني وهما الكأس وجائزة الإبداع كأحسن فنان شامل عن. مطرب ـ معد ـ ملحن ـ مقدم.
وهو أول فنان ليبي يتحصل على دعوة للعمل في الإذاعات العربية مثل إذاعة دبي وإذاعة Mbc.)
ويضيف “المجبري” في ذات المنشور: (وكان قد انتهى من إبرام عقود لبث أكبر برنامج أطفال عربي بعد إنتاجه هو وشريط غنائي وأفلام بجمهورية مصر العربية مع شركات إنتاج كبيرة ولكن قام بإيقاف كل هذه الأعمال بعد اعتزاله الفن نهائيا في منتصف التسعينات، ورفضه لكل دعوات التكريم والخروج على القنوات المحلية والخارجية وحالياً يعمل بوزارة الصحة في بنغازي ).
قد لا يعلم الكثير إن الفنان “جابر عثمان” هو أحد أخصائيي الأشعة المميزين على مستوى ليبيا، حيث يحمل الراحل شهادة الدراسات العليا في مجال الأشعة الطبية، من جامعة ليفربول للطب بريطانيا، ويفيد “المجبري” في منشوره الذي تمت الإجارة إليه، إن الراحل (خامس أستاذ في علوم الأشعة الطبية بليبيا، وثاني أقدم رئيس شعبة الأشعة التعليمية). ويذكر في ذات المنشور أن الفنان الراحل:
(حاصل على شهادة أساتذة التعليم العالي”طرق التدريس إعداد مناهج” من كلية التعليم المركزية ليفربول بريطانيا.
وحاصل على شهادة في اللغة الإنجليزية من جامعة كامبريدج بريطانيا.)
قبل وفاته، أصيب الفنان “جابر عثمان” بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، حيث تفاقم وضعه الصحي مما اضطر عالته لإدخاله العناية الفائقة، ليقبى بها لأيام قبل أن يعلن عن وفاته في 3 يوليو العام 2021م،