كرم الشبطي – فلسطين
في كل مرة أتردد في الكتابة
أكتب لا أكتب صدقا لا أعلم لماذا
اسأل روحي وأخاطب فكري وأقاوم
يغلبني الحزن وأعترف بذلك حقا
كلما قرأت وتابعت وشاهدت أكثر
حال العرب لا يتغير أبدا وهنا استفاضة
نعبر بها عن مشاعرنا فقط ونفرح
قد نريح بعضنا ونزيل همومنا
عبر رسالة تأخد في طياتها
تحلم تتأمل تسير علي الأرض
فجأة ترحل عن عالمنا أخيرا
تكشف ما يقال وأنا منه مستغرب
كيف يحدث هذا والصورة كما هي
من يوجد في العالم الآخر هناك
يسبقون زمنا ويرسمون لنا حدثنا
يرسلوه كما يريدون ويحققون هدفا
ونحن كما نحن صامتون وجاهلون
يشغلنا رقصة عابرة أو أغنية
نعيش معها علي الأطلال ونعزف
كما فيروس الإشاعة وقت ما تنشر
يشاركها الكثير دون علم معرفة
لا بحث عن المعلومة ولا عن غضبنا
مصادرنا مجهولة وبالأحرى مقتولة
هنا يُزور التاريخ أمامنا وعلنا
وليتنا نتعلم درسا مما قيل في أدبنا
استمعنا لهم كثيرا وفارقونا
تعجبنا وكأن القراءة والكتابة ليس لنا
نترجم لاي اسم في الغرب ونشتم كل العرب
رغم أننا قادرين على لعب الدور بمهارة
لكنها الحاضنة المفقودة عبر سلسلة الجهل
تقيدنا من كل اتجاه و تحكم علينا بالموت
نعتبر الحياة هدية مجانية ووقتها للسخرية
نرفض ان نتعب ونرفض ان نحارب ونرفض كل شيء
وفي النهاية نورث كما ولدنا حكايا وروايات
وللأسف انها أبشع الخرافات التي تحطمنا دوما
لأننا كبرنا واكتشفنا أن كل ما درسناه يحتاج لتدقيق
يخلطون الزيت مع الماء باسم العلم والدين والفكر سجين
والغير يهرب ويفزع لجسد عاري يعبر عن كبت أمة متخلفة
لو كنا نعمل ونجتهد ونحقق ما يمليه عليه ضميرنا لشكرنا
ولكننا لا نقدم صدق وانما نتحول لشعوذة وعبر حفلة صاخبة
هنا خيارين والوسط بينهما ملتزم البيت وحريص حسب الخوف
مجرد كرش وغذاء والدعاء له هو محصلة يستشعر بها الحماية
تخيل كل ذلك معي واخرج من عنق الزجاجة إن سمح لك وقتك
نادر من يتعظ ويكشف ما يعنيه القلم والنبض والحرف رسالة
لا أريد التوضيح أكثر رغم السرد المطول ولكنه يحمل مليون كتابا
إن أخدنا العبر وشرحنا ما نراه عبر تاريخ طويل ومرير وعلقم جدا
الشهد والشهادة واليقين والشمس والقمر والكرم وكلنا في بحره
نتذوق نهر وليس كما يعرف عن ملوحته الجبارة وقت ما يغضب الحق
يوجه سيف العدالة وحسب موازيين قوة عظمي خفية ولا أحد يراها
سر الألهة كما يعتقد البعض ويؤمن بها وهنا الأمر مختلف تماما
يحتاج لعمر وقرن ومشارفه كما تتقدم وتعيد النهج بشكل أبسط
صعب أن نرسم لك كيف ولكن كن على ثقة أن الأمر بات محقق يوما
كثيرا ما يكتب لا يعبر عن واقع مرحلة تحديدا وانما يترك للمستقبل
تختلف الكتابة عن عالم التنبؤ والتحليل الجاري وهو له ما له
وعليه ما عليه كما هو متعارف ولكل نبض حقيقة مشرقة يسكنها سر
كما حالات التشويق مثلا في الأفلام والمسلسلات من أكشن لرومانس
وانت تقلب في قنوات التاريخ والبرمحة عليك أن تعلم أين تتجه
وهل تحمل بوصلة معك تدلك وتنجيك وتنقذك وتترك لأجيالك من بعدك
وطن أو كرامة أو عزة أو فخر بمثابة رمز كاركتير يعيش مليون عام
حنظلة خير مثال لم يكتشف حتي الآن ومهما كتبنا وبحثنا ينقصنا خيال
يحاكي الحقيقة والذكريات من نبع المخيمات وهنا سيرة النضال تبدأ
من نكبة نكسة انقسام وحروب وثورة مقلوبة على نفسها بكل المفاهيم
يا لك كيف تريد أن توجز كل ذلك في ورقة وهي ستطير في مهب الريح
كما غيرها من قبل ولا يهم بك وكل ما يؤرقك هو صدق ما سيحدث بعدك