طيوب البراح

في أعماق البحر

عبدالرحمن امنيصير

بحر
بحر (الصورة: عن الشبكة)

هأنذا أشقُّ البحرَ وأغوصُ في أعماقهِ أرى أكواناً بداخلهِ، مساحاتٍ غير التي كنتُ أتوقعُ، أسبحُ متمعاً بمنظرٍ قد فاقَ خيالي، أتعمقُ فيه لأعرفَ كل أسرارهِ تلاطفني بعضُ النسماتِ الباردةِ على وجهي، ويسقطُ ضوءُ الشمسِ على الماءِ فتعكسُ بسمةً براقةً في خدِّي؛ بعيني منبهرٍ أراقبُ سربَ الأسماكِ يمرُّ بجانبي، وأنا ألاحقهُ فإذ بي أصلُ لمنطقةٍ أكثرَ جمالاً وها هو يقتربُ وبووووم …

عالمٌ مخفيٌّ مزينٌ بشتى أنواعِ الجمالِ، يعمه الهدوءُ والسكينةُ ثمَّ صيحةٌ وكأنَّما كان زلزالاً، يا إلاهي ما هذا؟

حوتٌ أزرق كبيرٌ يصيحُ عالياً، بدأتُ أرتجفُ وأسبحُ مسرعاً، لا أعرفُ إلى أينَ ولكن المهم هو أن أهرب فقط!

تابعتُ السباحةَ بسرعةٍ حتى خارت قواي، وهنا كان بصيصُ الأملِ صعدتُ على السطحِ لأرى في الأفقِ ياسبةً، تبدو كأنها حياةٌ أخرى وفجأةً موجةٌ كبيرةٌ تجرني لساحلِ تلكَ الجزيرةِ، تمددتُ على الرمالِ ووجهي يداعبُها وكأنها الذهبُ! … الشمسُ الحارقةُ والجفافُ الذي أصابني، انتابتني فكرةٌ للذهابِ واستكشافها، نهضتُ واستجمعتُ قوتي فإذ بي أنهضَ من هذا الحلمِ وأجدَ نفسي أمامَ عتباتِ ظهوركَ العابث!

مقالات ذات علاقة

أضغاثُ أحلامٍ

المشرف العام

أرواحُ الهزيمة

أيوب الجندلي

أنا وكورونا

المشرف العام

اترك تعليق