10 قصص قصيرة جدا ـ متوالية سردية في ثلاثة فصول
ـ 0 ـ
التوكتوك النهري٬ منشور سري٬ مسار مفكر عضوي٬ في الأهوار.! التوكتوك النهري٬ فراشة تتنقلها النهارات٬ فوق القصب.! ورق الغار٬ أسير أرصفة شاعرات٬ خيمة من التحرير.! عبثا أيها المثقف الثوري٬ العابر للسهر والاوراق٬ الأحبار يتراص بها الغرقى.! التوكتوك النهري٬ يروي لنا ذكريات٬ ألم سهر من القصب والبردي.! نصوص وقصائد أخرى٬ مطرقة توكتوك٬ نظرات في الحدائق.! التوكتوك الأخير٬ سومري٬ فوق بلاد المساءات٬ زقورة أور أخرى.!!
الفصل الأول
ـ 1 ـ
عند الساعة الثانية ليلا٬ التوكتوك فوق قمر مشرق٬ توقف في وسط الهور. في المدى٬ بصيص ضوء الهور يبرق على مرمي بيت قصب يأن. وكما صاحب توكتوك٬ في وهج أيامه يضيء مسار٬ فيه يفكر الربيع. تهيب شرارات التوكتوك النهري٬ واحدة تلو الأخرى٬ كما تهيب شذرات ابتسامة على حافة اللوتس٬ فم شفاه الفراشة.
ـ 2 ـ
يا وحي الهور٬ تموج القصب والبردي العجوز٬ التوكتوك النهري هاهنا.!
ـ 3 ـ
الهور سماء٬ القصب جدار٬ أسمع صراخ الطيور٬ تبعث لنا كلمة سر.!
ـ 4 ـ
طيور ملونة ـ بط٬ نجوم السماء على ظهر الماء٬ يحملها٬ صوت أزيز الرصاص يمر بيننا٬ دون ضجيج٬ إشارة بحلم طويل جدا.!
الفصل الثاني
ـ 5 ـ
التوكتوك النهري٬ السحاب الذي يتراص به النشيد والمطر٬ الصمت بلون الجمر الأشيب٬ الهور بلون الرماد الداكن٬ لوح العملاق٬ مسطح مظلم أمامي٬ نسمة جنوب باردة٬ تلسعني شاسعة وهادئة.!
ـ 7 ـ
التوكتوك النهري٬ يخترق مكتبة القصب٬ مقام استراحة الطيور والفراشات٬ ورق البردي استراحتى٬ غناء لغز خطير يمر أمامي٬ ريح أزهرت بلون الجمر٬ الصمت يتسعها باردة٬ من أمامي عن نجمة.!
ـ 8 ـ
في الهور٬ الظلام عملاق دامس٬ فيه مخاض نجمة تتأسى٬ أذابت ليلتها شمعة.!
الفصل الثالث
ـ 9 ـ
آواه أيها البصيص البعيد٬ ضوء في هذا الفضاء العميق٬ يسيل فقر وعويل٬ لمن لك أيها التوكتوكة النهرية تبعثين بصراخك للنور من جديد٬ آواه أيتها الصرخة٬ أنت وضاءة الوسم٬ جميلة في هذا الفضاء الفقير.!
ـ 10 ـ
التوكتوك النهري٬ مسار مفكر عضوي٬ شهم ومنتظم.! المراكب التي كادت تصم أذان جميع الزوارق٬ قد فتقت مساءاتها أخيرا.! التوكتوك كشف الاصوات الضبابية والاشكال للاشياء٬ قصب الهور سهراته صبورة وطويل٬ جمر القهوة الثقيلة٬ دقات قلوبها متأنية٬ ومنتظمة. مسار المفكر العضوي لا تنفصل عن التوكتوك٬ عضويتها عصفور ترابي٬ نظراته٬ مشغل عمل٬ عشقه لا ينفصل عن الفكر والسهر في فضح الاشكال الضبابية للهور٬ التوكتوك البري معنا٬ في التحرير٬ على جسر الجمهورية٬ يكاد يعرف العصفور ـ ويتذكر٬ دقات قلب الهور في ازقة المدينة٬ قلب ظل قديم٬ للذي لا ينتظر شمع للغد٬ دون أن يخاف الغد٬ آواه لو تستطيع اللحاق بالتوكتوك. مسافته الطويلة ثقيلة٬ ودقات قلبه منتظمة.!!
