شعر

الـزَّمـاني

من إلهامك أنت أوقدت الدفء

وأشعلت الضياء

عند شاطئيك بحرين

والبر فيك كلمة

أستعذب من ثغرك النثر مرة

وأستلذ بالشعر مرات

قطر الورد أم عسل الشفتين

أسمعه من صمتك همساً

وأرويه من فيضك قطرات

 

 

دروب التين والطين

والبساتين الموغلة في الخضرة

مسارب للدندنة ومطارح للشدو

 

أفياء الشجر المصطلي بالوهج

تهرق النسيم في أروقة الصيف

حواف الزهر تحضن وريقات العشب الخضل

وتسرد لها قصة غيلان الذبول

تحدثها عن أقدام الدوس

عن المناجل

ونعال العابرين

 

البيوت المتكئة تستعذب التماس

الأزقة الضيقة براحات ود وساحات حنو

ترقد على أكتاف النخيل

وتستند بأقواس الطين

تتناسل من جينات التراب الخصبة

تحبل بغلمان القرية ورجالات الشعب

تحتفي بالشمس في صحنها

وتكنز المطر في مواجل الماء المعتق

 

خرائب التلال المصلوبة

وذكرى الديار المشطوبة

تلامس سطر الطين الأخير

في سجلات الإسمنت

 

القباب الحالمة على سرير الحيطان

ترسم مطالع الشهور

ومواسم أعشاش الطيور

تلون بجيرها الأبيض

وبزخات المطر

على جدارية الدهر

مفاعيل الحقب

ولمسات الطقس

 

سقيفة الرَّيَّا تسخر من خرافة القيظ

وجرار القراح المركونة في الظل

تنضح بإغراء البرودة

وتشرب عقل العطش

القائلة عجوزا تطهو الملل

في قدور الفراغ

وتحشو القلق في جوف الوسائد

 

وسائد المجالس الصامتة على أرائك الحوار

ونقوش الكليم الناطقة بالتراث

عبق الجُدر المطوبة بالقَدر القديم

المؤرخة بالشقوق والشروخ

تحكي قصص النشوء

وتطوي مراحل التكوين

الكف وقرن الخيرات والحوت

تمائم وتعاويذ تستبعد الحساد

وتبارك القوت

 

الكانونة تنطق بالسنة اللهب

وتكتب على كفوف المصطلين

زجر البرد والتحاف الدفء من جِزَاز الصوف

 

رجع زغاريد النساء في رواق الصدى

ترفل عروس ونثر ماء الورد

ذروة العناق بين الجَمال والود

قبلة العروس

قبلات الأم للجبين والخد

أعياد الهدايا وملاقاة الربيع

ومواسم الكعبة أعلام القوافل

 

 

نغران الزقاق حملة قناديل الزقزقة

يضخون ضجيج اللعب في مسارب الكهولة

وبنات الجارات يلاعبن أميرة الأحلام

دمية القماش

ينشدن لعروس الصوف أغنية المطر

 

 

البحر صديقي الصاخب

ورفيقي الدمث

يهمس للنوارس ويلثم خدود الرمال

يغازل اليابسة كل صباح

ويحمل النسيم أنفاسه المبللة

يلمح الأفق الهارب من زرقته

أعد لقرص الشمس متكئاً ومخدعا

حين لامست صفحة الماء

ترفل في التفات وخيال

تدثرت بسدلها الأحمر

في خدرها وأدنت لفامها

 

 

على مشارف الجنون

أستحيل تأملياً

يستلذ السكون

يصحو النهار

يغزل خيوط الضياء

في نول نافدتي

ويسهر الليل لاهياً

في بيت الكون

فيما البدر يسكب حليبه

في قهوتي

أنهض من مخدع البعث

كطير الفجر

 

أوزع بيان الشمس الأول

استقبل الصبح

شاهراً صحوتي

نحن من يسكنهم الضياء

في زمن العتمة

سيأتي عصر الحكمة

وتعلو كلمتي

 

صور تداعت في عصب الرؤية

وتخدرت في سرير الخيال

داعبت حسراتي الصارخة

فوق منبر الأمس الصامت

 

التراب يشكو ألم السياط

على قارعة السحل

ويروي مباهج العذاب

في حضرة الجلاد العربيد

وزبانية العصر البائس

يسرقون الساعات

يصطادون لحظات الرخاء

ودقائق النهضة

 

شيخ الزمان ترنح

وألقى صولجان الخبر

تململ وانتحر

شيعته جموع من أطهار البشر

مقالات ذات علاقة

هاذي أنا..

فريال الدالي

نصوص

مهند سليمان

شــوق

عمر عبدالدائم

اترك تعليق