أسامة محمد الصديق
أتسللُ إلى غرفتي بهدوء لا شيء ينتظرني الا بعض اضواء المدينة وقد مُزِّقت على الارضية بعشوائية مؤلمة ..
وقد لفّني صمت قاتلٌ ومميت ..
أُجاهدُ لأطرد الحزن من حياتي دون نتيجة فالحزن يشخبُ من عنق السماء بغزارةٍ غير متناهية ..
تتعالى رائحةُ رمادٍ وكإن حريقه لم يخمد بعد ..
أبللُ وجهي بقطرات ماء عالقةٍ في زجاجةٍ منزوعة الغطاء منذُ أشهر ..
تُحاصرني هالةٌ مميتةٌ من القهر والبؤس ..
لا أعتقدُ أن أحدهم سيطرقُ باب غرفتي لا الان ولا غدٍ ولا بعد عام ..
فقد تمكن الحزنُ من كياني ..
ولا أُحسُ بقرب انبعاث نورٍ سيقضي على هذا الحزن الذي يؤلمني دائما ..
و لا أحسُ بقرب بزوغ فجرٍ يقطع بنصل ضوئه هذا السواد الذي يستبيح ارصفة أيامي ..
أُجاهدُ لالتقط أنفاسي ..
وفي داخلي شعورٌ بتحلل أمعائي وتمزقها في أعماقي ..
أحسُ بتفسخ شفاهي وأزيزُ أنفاسي يلهثُ ويستغيث ..
لحن للموت يشدُ أوتارهُ يخترقُ أذني بأسى ومرار ..
فالعشقُ كيفما قفز بي كل تلك الاسوار ..
ها هو يضعني في موضع انتحار .،
رائحةُ الرماد لا تنتهي وكانها متلهفةٌ لحرق بقايا جسدي بعدما التهمت كل ما هو مباحٌ من أحلامي وتطلعاتي ..
ستنتهي هذه الليلة حتماً ..
لكن بعض تنضم رُفاتي لرائحةِ الرماد ..
3 تعليقات
جدا عميقه
نشكر مرورك الكريم
جدا عميقه ومليئه بالمشاعر