طيوب عربية

توكتوك فراشة في ساحة التحرير

قصص قصيرة جدا: متوالية سردية في ثلاثة فصول

من أعمال التشكيلي عادل الفورتية
من أعمال التشكيلي عادل الفورتية

الفصل الأول

ـ 0 ـ

التوكتوك فراشة في ساحة التحرير٬ ذوبان مطرقة أخير عشق٬ وئيدة تغميضة حبر٬ بقية السهر: وحدة هدف وطن.

ـ 1 ـ

عين العصافير خارج القفص٬ مجرورة بلا ملل ولا عتب٬ أوانها في ضوء القمر٬ أينما (إسهار)  يتوضأ٬ وحدة شعار قوس قزح.

ـ 2 ـ

(أزهار) شاهدة رقصة٬ تهفهف٬ أغنية مساكن الغيوم ترفرف٬ هبط بها محض تشرين٬ وبراءة أمنيات عصفور٬ حرية التحرير٬ خصرها أرض وصرختها فضاء. وحدة فرسان توكتوك ميدان موحد.

ـ 3 ـ

 خفقان الهوى٬ سعف العشتار شهقة صلصال التحرير٬ عشبة كينونة في ميدان “أبي الخصيب”٬ ذا ابجدية جسد٬ عشبة تصير زمان المكان.

ـ 4  ـ

نذره في الأقدس سحره٬ وما بعده رمل لألف ساحل وشاطيء٬ رحلة كلكامش في عرين٬ مأوى قرصان لألف وردة وصمت.

ـ 5 ـ

يتراص قادم اللؤلؤ به قمرا٬ عاريا في التراب٬ الدفلى فيه تتحول باسقة٬ تجعل لسيل الحكمة٬ شفتين بأثداء الرمان٬ كينونة تضاريس حروف٬ تحبوها٬ فضائل تتلاطم صورتها٬ نور ونور في حسرة دجلة٬ أصيرها تصرخ٬ أكثر من صلصال الحكاية٬ دبيحة كتابة تكبر أكثر٬ أقول من قول هديل حمامة٬ نذرها أكثر مما ينبغى٬ حائزة سحر عشتار٬  ألوهية أقدس ممنوح ما تحب٬ شغف خلاسية القدر٬ ليلة فخر موردها بحث٬” ما الشهقة؟٬ ليبتهل في يوم آخر من الربيع٬ معجزة العشق والشوق الحر.

ـ 6 ـ

الذاكرة خصوبتها أمهات “أبي الخصيب”٬ هاته (ازهار فراشة إسهار) مرآة عروس أو معصم عصفور٬ يتسربهما الماء في عطر هواء٬ حسمهما العود مطر صافي٬ لحظة شجرة الدبس.

ـ 7 ـ

 حيث الأمهات سوى الشاعرات والخبز٬ غيبا ومن كل لون٬ أيها النوارس فوق شط العرب٬ تروى لنا نخيلك٬ يتهادى٬ ذكريات ترسم أشكالا في السماء٬ يقظة٬ من أجل الليلة القصوى.

ـ 8 ـ

 لج الماء برمل شموع المعتزلة٬ هم بها٬ هموم ظهور الطين الأول.

ـ 9 ـ

شهقة فخاريات شواطيء٬ تنبتها عشبة نصوص٬ ترتدي (إسهار) صرخة؛ خلود أذكى هشيم بقية ليل٬ لألف لذة نص٬ جمر حمامة حانية٬ أصبر التراب موقدا٬ رمادا من طين الوجد المتراص٬ خيط صمته في الكلام.

ـ 10 ـ

مطرقة حديقة الأمة متقدة٬ (إسهار) سر أسرار حمى المطر٬ ( ازهار) احشاء برد تشرين٬ الخيمة لغتها٬ نشيد يأوي العودة٬ رفع أعواد نخيل ضفافا٬ ساحة تحرير “أبي الخصيب”٬ لبن الجنوب الطيب٬ بخور العراق بصريا٬ ولهيب (إسهار) شفاه ثقاب٬ تمرا في خصور هشيم العذق إليه٬ التمر ازهار وازهار .

من أعمال التشكيلي رضوان أبوشويشة

الفصل الثاني

ـ 11 ـ

إسهار٬ هذا أسمه٬ محار ساحة تحرير أبي الخصيب٬ هذا المجاز بالنخيل مثمرا بحبيبته (ازهار)٬ مع الفاجعة يأتي الغدر٬ مع الغزاة٬ حراق الخيم والأبنية٬ فرشوا الميدان بالرصاص٬ جسد إسهار يتجزأ٬ إسهار الذي يتفتت جسده.

ـ 12 ـ

أزداد (ازهار) قلائدها عذقا٬ يتراص طوله٬ سر أسرار الغرقى به٬ عبثا تروى الحكاية٬ إيها البصري٬ إيها البحر. إسهار في مساءه الأخير٬ إزهار في المكان الذي يتزاحم به التمر.

ـ 13 ـ

إسهار سندباد٬ حملته ازهار ثكنات جنح فراشه٬ قائمة٬ لما الموكب فوق مراكب شط العرب٬ حان وقت الأذان والإيمان بالعصافير بملائكة التوكتوكات الصغار.

ـ 14ـ

بطيئة هي الدمعة٬ نصل في موكب٬ روحي في دفوف أو أكثر من ذلك٬ هودج قبر محمول٬ إذ كان الدمع وصمتي مسموم٬ صار السهر كارثة بطيئة٬ صارت أزهار في المساء الأخير٬ صار كفنها فسيحا٬ سمحا مسموما.

ـ 15 ـ

 سيل الدموع٬ والفعل الحر إزهار٬ مطرقة حديقة “السندباد”٬ العاشق مستلقي على ظهره٬ كتابة شط العرب٬ المكان الذي يتدافع به السهر٬ دوار زبد ورق الغار الأصفر٬ لقد تذكر المحار يتراص به٬ غرقى أهالي إبي الخصيب في المحار٬ لدى الشاعرات في مساء ريح تشرين البارد٬ نصوص الليل من كولومبيا٬ عبث المقهى٬ وغناء البدء.

من أعمال التشكيلي علي المنتصر

الفصل الثالث

ـ 16 ـ

 نصوص صرصار جاءت؛ تروى مواكب من سر سير الأسرار٬ لقد مات (إسهار) والذاكرة لدى شاعرات أبي الخصيب٬ جرد سعف النخيل٬ سهرات البساتين٬ واللبن الحر٬ تروى لنا من دفاتر٬ كلمات من النمل٬ جاءت لجثتها تتهجى٬ كملائكة النبق في شجرة السدرا المقدسة٬ يمشي كوردها الأصفر الناعم٬ على شيء لا أحد يصدقه.

ـ17 ـ

عندما تعثرت (ازهار) بشك٬ شل شالها٬ فوق الخليج٬ فوق فكرة كالقمر تقحطها الغيوم٬ تنظر إلى سقف الكهف٬ طرفت عينيها لا إراديا٬ هوت بها إلى نكهة الجنوب الأسمر، فأتمت نومها فوق جناحيه.

ـ 18 ـ

حمل كانون الثاني٬ تكهنات البرد القادم. إسهار وازهار٬ فراشة في البرد الأخير٬ ساحات وسعف نخيل٬ سعي كتابة الجسد٬ سيرا فوق (جسر التنومة)٬ القمر المثلوم تحت الجسر٬ يتراص به الغرقى٬ مطرقة شاعرات “أبي الخصيب”٬ “حديقة السندباد” القاتمة٬ مجرورة من جنح حكاية.

ـ 19ـ

كل ورود ساحة التحرير إسهار٬ شهداء٬ جرحى وأسماء٬ ربنا يرسلهم٬ حكايات أحشاء عود ثقاب٬ تشده داخلنا أحشاء إزهار. آه أبي الخصيب٬ التشويشات قاتلة٬ وتحمل في جيوب السعف٬ أكمام قمر٬ يصل المطر في الطين٬ في حالة تراب٬ حيث كانت الشكوك٬ صارت الصرخة مسمومة.

أنتهت

مقالات ذات علاقة

صرخات اللبلاب تصاعدية

إشبيليا الجبوري (العراق)

مبادرة أسرى يكتبون تناقش كتاب “ترانيم اليمامة”

المشرف العام

مــــروج الذّهــــب

حسين عبروس (الجزائر)

اترك تعليق