المقالة

الليبيون ومتاهة الكبار

الذي يتابع المشهد الليبي يلاحظ بجلاء تعقيداته المتصاعدة عبر سنينه العجاف، منذ صافرة البداية في فبراير 2011 والذين وضعوا قواعد اللعبة يعون ما ستؤول له الاوضاع. انقسم الليبيون إلى فساطيط وتفرغوا للتنابز بالألقاب والشعارات وتمجيد سوابقهم السياسية بعد ان فرطوا فيها جميعا.

من أعمال المصور أسامة محمد

تدحرجت الأحداث وكان الليبيون وقودها وما سمي بأصدقاء ليبيا عام 2011 أداتها ومحورها، الحصيلة التي يريدها الغرب أن يظل الدم الليبي ينزف والوضع هش والنفط يتدفق والسيادة الليبية تتأكل كل يوم.

صار هناك أطراف سياسية لا تلتقي ولا تتحاور إلا بمشيئة المبعوث الأممي وصخيرات وجنيف وأخيرا برلين، بعد أن أجهض الليبيون غدامس.

المال الليبي يغذي المعركة بمحاور الحرب ومحاور الحوار، يحدث كل ذلك برعاية أممية بعد أن تشرذم الوطن والمواطن، من شح السيولة إلى شح الوقود إلى شح الأمان، لا أحد من الذين يتصدرون المشهد توقف عند بؤس الوطن والمواطن الليبي، حتى برلين حضر فيها كل شي إلا الليبيين رغم أهمية ذلك ومحوريته، تعلق الجميع بالشاشات فشاهدوا ما يندى له الجبين، والرؤساء المشاركين يتحلقون للتشاور في غياب أهل البلد، صدر بيان إنشائي وخمسة خمسة لا تملك إرادة القرار وظل الوطن يعاني ويترقب.

و بعد ما حدث لن يكون هناك حل إلا عبر بوابة ليبيا ومن خلال الليبيين أنفسهم، أما الآخرين وما يسمى المجتمع الدولي لم يقدموا حلا لأحد عبر التاريخ، وديدنهم تحقيق مصالحهم واقتسام كعكة ليبيا بما حباها الله من خيرات.

لن توصلنا برلين الى بر الأمان، ولن يحقق لنا سلامة أي سلام، ما لم نعود إلى رشدنا ونعود إلى ليبيتنا التي كتب أهلنا ملاحم الجهاد لأجل سيادتها وسوادها، فلن يحك جلدنا سوى ضفرنا وإلا تحولنا الى أثر بعد عين.. فهل نتعظ؟

مقالات ذات علاقة

مذكرات د. علي عتيقة و “المقارنة المؤلمة”

سالم العوكلي

هوامش تشكيلية

ناصر سالم المقرحي

أين ليبيا التي عرفت؟ (25)

المشرف العام

اترك تعليق