المقالة

لا تعلموا أطفالكم القراءة فقط

لا تعلموا أطفالكم القراءة فقط، بل علموهم أن يضعوا كل ما يقرؤونه موضع تساؤل وشك، علموهم أن يضعوا كل الأشياء موضع تساؤل واختبار
 

الدكتورة هدى الخولي


تذكرت هذه الكلمات للممثل الأمريكي جورج كارلين وأنا أتابع مقابلة تلفزية مع الدكتورة هدى الخولي عن تجربة تعليم الفلسفة للأطفال، أنقل إليكم هنا ملخصا لهذه المقابلة المهمة، ونحن نناقش قضية إصلاح التعليم هذه الأيام، وإن إن كان نقاشنا مازال بعيدا عن مثل هذه القضايا، لكنني آمل أن نبلغها قريبا، تقول الدكتورة هدى :
” تجربة تعليم الفلسفة للأطفال هي على النقيض تماما من تجربة التعليم الكلاسيكي الذي نعرفه في العالم العربي، بدأت هذه التجربة منذ سبعينيات القرن الماضي في الغرب، ويهدف هذ النوع من التعليم لأن يكون التلميذ والطالب هو محور العملية التعليمية، في مقابل مركزية المعلم في التعليم التقليدي في عالمنا العربي، وتضيف د الخولي : ” الفلسفة هي نشاط وليست مجموعة من النظريات، ولابد أن تدخل وتُمارَس وتُدرَس من قبل الأطفال من سن الرابعة إلى سن الثانية عشر في برنامج يقوم على الجدل والنقاش . تُعلم الفلسفة للأطفال الديموقراطية، أن تحترم الرأي الآخر الذي يكون مُكملا لرأيك، الأستاذ في التعليم الحديث ليس قياديا، بل مايسترو، يُدير ويُشرف على الحوار، ويُدرب الأطفال عليه، حتى لا يخرج الحوار عن سياقه وعن ديموقراطيته، وحتى لا يكون هناك عنف، وأن تكون الفرص متساوية في الحوار إلخ ويجلس المعلم مع الأطفال في حلقة وليس على منصة، ويكفل للطفل حقه في أن يتساءل، الطفل هو الفيلسوف الأول عندما يسأل: لماذا؟ …. هذا هو جوهر الفلسفة

وتوضح دكتورة الخولي: ” المشكلة الأساسية في تعليمنا أننا في العالم العربي نعتبر أن الأستاذ هو الذي يعرف كل شيء، وأن الطالب هو مجرد وعاء يتلقى المعلومات، أساليب التعليم الصحيحة أن تعطي الطالب الثقة في نفسه، يقول المعلم: أنت طالب ولابد أن تتعلم مما سأقوله، وما أقوله أنا هو الصواب، وأنت لا تملك أن تنتقدني، المعلم هو الذي يعرف كل شيء والطالب لا يعرف شيئا، ومطلوب منه أن يتلقى المعلومات من الأستاذ، ليصبها ثانية آخر العام في ورقة الإجابة عند الامتحان. أن تدّعي بأنك تعلم، وتُكدس المعلومات والمعارف في عقل الطالب ليضعها الطالب في ورقة الإجابة ويخرج بعد ذلك جاهلا تماما، بل هو أخطر من أن يكون جاهلا، هذا ما نفعله في عالمنا العربي.

تضيف الدكتورة هدى الخولي: ما نسعى إليه من تعليم الفلسفة للأطفال، أن يتخلى الأستاذ عن دوره المحوري الذي يُفقد الطالب ثقته بنفسه بأنه لا يستطيع أن يفكر، عندما تقول لي أن هناك إجابة وحيدة لابد أن تصل إليها أنت قضيت على كل شيء . المنظومة التعليمية في العالم العربي تُخرّج أميين، الأطفال في العالم العربي يتعلمون بطرق عقيمة، تغفل مبدأ هاما وهو أنهم لابد أن يتعلموا على طريقتهم الخاصة، لابد أن تلتزم المدارس، بغرس حب التعلم، وغرس قيم الإبداع، فعلا وليس قولا، هدف الفلسفة للأطفال تشجيع الأطفال على التفكير بمفردهم، وتشجيعهم على التفكير مع الآخرين. أن تُعطي للطفل حرية التساؤل وهو عمل أصيل للفلسفة، أن يسال الطفل لماذا؟ بالمفهوم السقراطي.

مقالات ذات علاقة

رحل صاحبي الدكتور مالك أبوشهيوة واقفاً

المشرف العام

تسويات المولد

نجوى بن شتوان

الصداقة كوة من ضياء

نيفين الهوني

اترك تعليق