كتاب ترانيم في محراب برقة
طيوب المراجعات

أحمد الصالحين وترانيم في محراب برقة

كتاب ترانيم في محراب برقة
كتاب ترانيم في محراب برقة

أحمد الصاحين مازق الرفادي كاتب ليبي ، من مواليد سنة 1953م ، صدر له من قبل عن دار الجندي بالقاهرة كتاب ديني ، بعنوان (قبس من نور الاحسان) سنة 2009 م ، ثم صدر له أخيرا (كتاب ترانيم في محراب برقة ) عن مركز نهر النيل للنشروالتوزيع بمصر.

وأحمد الرفادي هو قاريء جيد لتاريخ الجهاد ، والتراث الشعبي في ليبيا .
الفصل الأول من كتابه هذا ، يحكي فيه عن مواقف من الجهاد الليبي ، مستعينا فيه بقراءاته العميقة، ومستشهدا بالشعر الشعبي ، وقصائد لأهم الشعراء الشعبيين في بلادنا ، من أمثال :الفقيه رجب بوحويش وقصيدته : (مابي مرض ) ، والشاعر حسين الحلافي وقصيدته : ( العين والعه بالوطن وحكاياته) ، والشاعر الطالب دخيل الشهيبي وقصيدته: (زينك يوم يوم الغبي بيده) ، عن معركة بئر الغبي الشهيرة ، ثم تطرق إلي العديد من قادة ومشاهير الجهاد ضد الغزو الايطالي.
وفي فصل يؤت الحكمة من يشاء ،تحدث عن المفارقات التي وقعت في فترة حكم معمر القذافي، حيث قال ( بعد انقلاب سبتمبر 1969م ، تم اعتقال رجال المملكة الليبية ، وكان من بينهم المجاهد الكبير /عبدالحميد العبار، وفي السجن زارهم الرائد / عبدالسلام جلود، متشمتا فيهم ، وخاطب الشيخ عبدالحميد العبار قائلا:- هكي يكون مصيرك ياشيخ عبدالحميد وانت اللي كنت مع البطل المجاهد/ عمر المختار؟
فرد عليه الشيخ عبدالحميد: – لوكان سيدي عمر حي ، كان معانا في ها الدويرة، لكن حظ سيدي عمر كان خير منا جميعا كرمه الله بالشهادة)
وفي صفحة أخرى من الكتاب أراد معمر القذافي تحويل طبرق الي منطقة عسكرية ، بالكامل وترحيل السكان المدنيين منها ، وأستقبل الأهالي هذا الأمر بالاستهجان والرفض ، وذهب وفد من الأعيان والمشايخ ، إلي مقابلة القذافي في العاصمة طرابلس فأستقبلهم قائلا:- هل استقر رأيكم على مكان نرحلكم اليه؟
خيم عليهم الصمت والوجوم لحظات ، وعندها وقف الشيخ عبدالقادر عبدالرازق العبيدي ، في شجاعة ورد قائلا:- نعم اخترنا مكان ترحلنا إليه.
تساءل القذافي في كبرياء ونشوة :- أين هو؟
أجابه الشيخ عبدالقادر:- العقيله والبريقه.
عندها استشاط القذافي غضبا ونهض واقفا ، وتركهم ولم يعد لفكرة ترحيل سكان البطنان مرة أخرى ، قال ذلك الشيخ عبدالقادر العبيدي ، لأن سفاح ايطاليا عندما أراد ان يقضي على حركة الجهاد ، جمع أهالي البطنان وزج بهم في معتقلي العقيله والبريقة.
كما أورد حكاية الشيخ عبدالنبي الهتش ، وهو من مشايخ المغاربة كان سريع البديهة ذكي الفطرة ، بينما كان يجلس أمام بيته ، توقفت أمامه سيارة ، وسأله سائقها: – وين شارع الفاتح ياحاج ؟
أجابه الشيخ عبدالنبي بأبتسامة قائلا :- الفاتح دار فينا شوارع واجدة ، أي شارع تقصد بالضبط؟
وكذلك حكاية الشيخ عبدالنبي عندما زاره خليفة احنيش القذافي في بيته ،وشاهد في مربوعته ، صور الملك ادريس وامحمد المقريف ، فسأله خليفة حنيش :- ياحاج وين صورة القايد معمر
أجابه – والله ياأخلوفه اللي تشوف في صورهم ، كلهم توا في دار الحق ، وإن شاءالله يمشي القايد لدار الحق ، ولك مني انعلق صورته معاهم ..
بالاضافة الي العديد من الحكم والنوادر الطريفة الأخرى.
والفصل الثالث بعنوان رسم بالكلمات وهو عن الشاعر الشعبي ابراهيم بو جلاوي ونماذج من قصائده، والفصل الرابع عن مناقب وسيرة الملك ادريس السنوسي رحمه الله ، من خلال فترة حكمه ونزاهته وتواضعه ، ونفيه في مصر ، وعن القصائد التي قيلت في رثائه بعد وفاته . والفصل الخامس كان عن الحركة السنوسية الدعوة والجهاد..
بالأضافة الي مقتطفات ، من كتاب رحلة في الصحراء ، للرحالة الدانمركي المسلم/ كنود هلمبو
كتاب قيم لقاريء مثقف متمكن من التاريخ الليبي ،والمأثور الشعبي ، هذا الكتاب جدير بالقراءة والاهتمام، فيه اثراء للمكتبة العربية عن حقبة تاريخية في غاية الأهمية..

مقالات ذات علاقة

رواية “حرباء في حديقتي”… عن الحياة في بنـغازي إبان السبـعينيات

المشرف العام

جديد نجوى (زرايب العبيد)‎

سالم الكبتي

(المعجمُ الميسَّر للأطفالِ) إنجازٌ ليبيٌّ لاَ مثيلَ له عربياً

يونس شعبان الفنادي

اترك تعليق