في مثل هذا اليوم منذ ثمانية أعوام رحل عنا الدكتور محمد عبدالكريم الوافي الذي يعد من بين أبرز المؤرخين الليبيين الذين ساهموا في إثراء المكتبة الليبية والعربية بمجموعة مؤلفات وترجمات عن الفرنسية في مجال التاريخ والفلسفة. ولد العام 1936 بالمرج، نال شهادته الابتدائية سنة 1952، أما الثانوية فنالها من بنغازي بتفوق سنة 1957، ثم التحق بقسم الفلسفة بالجامعة الليبية في بنغازي، وتخرج فيها سنة 1961 بتقدير ممتاز، ثم أوفد إلى فرنسا لدراسة الفلسفة. عاد إلى ليبيا سنة 1966 وعمل في شركة «أسو» النفطية كمشرف على مجلة الحصاد التي تصدر بلغتين؛ عربية وأخرى إنجليزية.
سنة 1970 غادر الوافي إلى باريس لمواصلة دراسته العليا في التاريخ درجة الدكتوراه ونالها 1976، في تلك الأثناء عمل كمستشار ثقافي في السفارة الليبية بباريس، ثم عُين سنة 1977 مندوباً عن ليبيا بمنظمة اليونسكو حتى العام 1979.
عاد إلى طرابلس سنة 1980 محاضراً بكلية التربية جامعة طرابلس، ثم انتقل إلى كلية الآداب بجامعة بنغازي ليقوم بالتدريس والإشراف على طلبة الدراسات العليا في التاريخ الإسلامي.
تقاعد الدكتور الوافي العام 1998 لكنه لم ينقطع عن الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه، ولم يتوقف لا عن الترجمة، ولا عن التأليف، فصدرت له سنة 2003 ترجمة كتاب «برقــة في العصر الهلينستي»، ورحل صاحب الحوليات الليبية يوم 30/8/2011 ليوسد ثرى بنغازي في اليوم نفسه.