من نحبه

أنا لا أنام دائماّ
أحتفظ بقدرتي على الصحو
وحزني الذي يشبه حلماً تافهاً
وتلفني بشالها الشمس
فأؤمن بالضحى
وقدرته على تجفيف الثياب
وتوزيع الكلام على أرواح البنات
حين يشقّ حرير سريرهنّ الخوف والأكاذيب
والرجال من صنف كيفن كوسنر
ما بدا قد بدا
العالم لا يبيع المصابيح في سوق الظلام
وليس نومي جيداً
لأشبع دون أن يكثر في الصحن مرق الشك
وتلمع صورة من نحبّ في صرير الغرفة
من نحبه يسكن ضفة النهر
من نحبه لا يعلق الهرّة في عنق القمر
ينام منتصف الليل
ويتركنا في حديقة الأرق البهية
نعد ما يسقط من نجوم
على المقاعد السيئة الصنع
وعلى رؤوس الرفاق وأكتافهم
ونعدد مآثر راحة البال
ومفاتن الضجر
ونعيش الأيام على حالها
من نحبه في خده شحوب الأزهار
قبل أن يبلها البائع بابتسامته
من نحبه لا يعرف الفرق
بين حبة الإسبرين وحبة القلب
من نحبه لا يشرق دائماً في المنام
ولا يحفظ عهده لنا
ولا معدن أسمائنا
وهو يبدو في خيبة الأمل
وفي خطرات الصغيرات
ويختفي في محنة الشوق
والمجلات الملونة والطوابع
من نحبه يحبنا في السر
ويشمّت بنا شعراء فارس
الذين يكرعون اللذائذ في الوضح
ويبصقون على باب خلساتنا
من نحبه يشمّت بنا
ويحبنا في السر
ويسكن كوخاً بنافذتين على ضفة الميسيسبي .