قلعة فزان
طيوب النص

مطالبة باستعادة عرش فزان

قلعة فزان
قلعة فزان (الصورة عن الشبكة)

المتكشف الالماني: غيرهارد رولفس.. يروي في كتابة: ( عبر افريقيا.. رحلة من البحر المتوسط الى بحيرة تشاد والى خليج غينيا.. 1865 م ) حديثه مع احد احفاد اخر سلاطين فزان محمد الحاكم الملقب بالمترز، عهد دولة اولاد امحمد ( 1550 – 1813 ).. وقصة مطالبته بعودة عرش فزان.. يقول: ” زرت القول اغاسي وشيخ البلد وكاتب المال ـ وتعرفت لديه على شخص يدعى محمد البصيركي احد ابناء السلالة التي حكمت فزان، وبعد ان احتل العثمانيون فزان، لم يتوخوا أي هدف اخر سوى تثبيت دعائم حكمهم في المنطقة قدر المستطاع، اعتقدوا ان افضل وسيلة لذلك هو القضاء التام على اسرة السلاطين، وهكذا قطعت رؤوس 200 شخص من هذه السلالة، او انهم خنقوا او قتلوا بطريقة اخرى، ولم ينج محمد البصيركي من هذا المصير إلا عن طريق مربيته التي هربت به الى منطقة التبو، ولا تتحمله الحكومة العثمانية، إلا لانها تعلم انه لا يمكن ان يشكل خطرا عليها..، وقد منح مائتا شجرة نخيل وهي كثيرة من اجل الانقاذ من الموت، وقليلة من اجل العيش. ونتيجة لكسله وربما محافظة على كرامته لم يطلب من القائمقام ان يمنحه اكثر من ذلك، وقال لي: جميع نخيل البلاد هي ملكي الشرعي، فكيف اسمح لنفسي ان اتوسل لدى الاتراك من اجل بضعة مئات من النخيل، كلا، فإن الفاقة افضل. وفي بعض الحالات وعندما كان يقع تحت تاثير الافيون او الحشيش نراه يتجرأ ويقول انه ينوي الذهاب الى الاستانة، وان يطالب بحكم البلاد باعتباره من اولاد امحمد.
وفي احد الايام وعندما اخذ كمية كبيرة من الافيون قال: لي لدي ابنة وحيدة فقط، ليست جميلة وليست بشعة، وتبلغ من العمر 15 عاما، فلتتزوجها يا صديقي وتصبح صهري، وقد ابديت استغرابي من ذلك وقلت له بأنه ابن سلطان ومن سلالة النبي، وانه يريد ان يزوج ابنته من نصراني، فاجاب: يا للعجب، وهل يجب ان ازوج ابنتي لأحد اولاد الكلب الاتراك، او لرجل من فزان كان من رعايا والدي، الافضل ان اموت إلا انني اريد ان ازوجك اياها يا مصطفى بك، وبذلك امنحك حقوقي بالمطالبة بحكم فزان. اذهب معها الى اوروبا وستدعمك القوى النصرانية، وستؤيد مطالبك المشروعة، وسيضطر سلطان الاستانة من اعادة البلاد السليبة، وبذلك تعود وتحكم فزان وانت سعيد، فسألته، وماذا تريد من اجل ابنتك ومقابل احالة حقوقك الي، فاجاب وعيناه تلمعان، لا اريد شيئا سوى بضعة الاف من النخيل وهي ملكي دون ذلك، والمقدار الذي احتاجه من الافيون والحشيش.
واجتمعت كثيرا مع محمد البصيركي، وكان انسانا لطيفا.. يؤمن لنفسه دخلا بسيطا من جراء ما يكتبه من الاحجبة، وعدا ذلك عن كونه سليل الاسرة الحاكمة كان ايضا فقيها، وكل هذا يؤمن له احتراما لدى الشعب وبخاصة لدى التبو حيث شب.

مقالات ذات علاقة

غـياب

المشرف العام

الهروب لنهلة العربي

المشرف العام

صدور العدد صفر من أم الربيع

المشرف العام

اترك تعليق