صدر العدد الثاني من صحيفة أوكر والتي تصدر عن مؤسسة أوكر للفنون التشكيلية بليبيا، وههي أول صحيفة ورقية مختصة بالفن والنقد التشكيلي على مستوى الوطن العربي. ترأس تحريرها رسامة الكاريكاتير والصحفية الليبية منى بن هيبة الشريدي وتتالف أسرة التحرير بها من:
الناقد والفنان العراقي خالد خضير الصالحي/ مستشارا
الأديب المصري صلاح زكي/ مراجعا لغويا
الشاعر والصحفي الليبي محمد المزوغي/ مخرجا
هيئة النشر المركزية في هذا العدد تألف من أعضاء من الساحة التشكيلية العراقية وهم: الصحفي التشكيلي علي صحن عبدالعزيز، الفنان والكاتب الصحفي علي إبراهيم الدليمي والفنان أ.حسن عمران الكيف.
سكرتير التحرير الفنانة العراقية عروبة حميد.
أشرف على صفحات هذا العدد:
الصحفي العراقي علي صحن عبدالعزيز/ صفحة قراءات
الكاتبة الصحفية السورية نديم عمران/ صفحة استطلاعات
الصحفي السوري وحيد تاجا/ صفحتي المرسم
ومن سوريا أيضا الفنانة هيام سلمان/ صفحة خربشات
كان معنا من العراق الفنان والصحفي علي إبراهيم الدليمي/ صفحة حروفيات
الشاعرة والفنانة لمياء العلوي/ صفحة فرشاة وقلم.
تضمن هذا العدد جملة من القراءات والحوارات والاستطلاعات والتحقيقات مع ثلة من أهل التشكيل في مختلف أنحاء الوطن العربي في عدد من الموضوعات التي تهم الفن والفنان التشكيلي.
الصفحة الرئيسية جاءت بإخراج أنيق لرائعة الإخراج الصحفي الليبي محمد المزوغي وجاءت معنونة بالآتي:
تصدرت العدد لوحة للفنان التشكيلي العراقي علي نعمة ملك الواقعية والذي كما قال عنه قارئ أعماله بعينه الناقدة الصحفي علي صحن عبدالعزيز أنه انتزع تاج الواقعية من غوستان،
افتتح العدد بخبر عن إقامة ندوة علمية بالشقيقة تونس حول فاعلية الاقتباس والكفاءة الفنية وهو موضوع ليس بجديد على الساحة التشكيلية ولكن تجدد بطرح الأساتذة النقاد المشاركين في فعاليات هذا الحدث الذي أقيم ﻷول مرة في الساحة التونسية الفنية، تصدر الصفحة أيضا عنوان لاستطلاع صحفي تساءلنا فيه عن مسار المعارض الفنية إلى أين خاصة في ظل تعدد المعارض ووجود المتاجرين بالفن التشكيلي، أيضا تناولنا في تحقيقنا العلاقة النفعية والتعاون المثمر بين التشكيل والسينما، إضافة إلى حوارية للفنان التجريدي السوري موفق خولي التي أكد من خلالها عدة مفاهيم لعل أبرزها ( التقسيم بين المدارس الفنية تجاوزه الفن)، وفي افتتاحية العدد عنونت رئيسة التحرير كلمتها بعبارة تهديدات ما بعد الفكرة وفيها أوضحت أن الفكرة وحدها لا تكفي لخلق مشروع فني وتشكيلي على أرضية مشتركة أيضا نوهت للظروف الاستثنائية التي خرجت فيها أوكر من العدم ومن اللا شيء وكيف استطاعت أن تخرج في اطلالتها الجديدة متجاوزة الكثير من العوائق كما دعت من خلالها إلى الحاجة الماسة لتضافر الجهود موجهة رسالتها إلى الجهات الثقافية العامة في كل الدول العربية ﻹثبات جدارتها في دعم المشاريع الفنية وتعزيز الشراكة الثقافة والفنية بين البلدان.
في الصفحة الثانية فردت أسرة التحرير صفحة أطياف في هذا العدد كاملة للندوة العلمية التي شهدتها الساحة التشكيلية التونسية بمشاركة دول الجوار ليبيا ومصر والمغرب والجزائر.
صفحة استطلاعات التقت أوكر بنخبة من نجوم السينما والمسرح والفنون التشكيلية واستطلعت آرائهم حول العلاقة الوطيدة بين المجالينن الذين لا ينفصلان عن بعضهما البعض وفيها أكد الجميع على أن التشكيل يرسم السينما والسينما تجسد التشكيل أيضا أن التشكيل سبق السيما من حيث الأسبقية في الظهور إلا أن السينما تفوقت عليه في الوصول للمتلقي حيث استطاعت كسب قاعدة جمهور عريضة لا زال الفن التشكيلي يطمح في الوصول لبعضها كما وقع تعزيز من قبل الآراء جميعها على أن اللوحة التشكيلية لا زالت حبيسة الجدار تنتظر بطلها الذي سيأتي يوما ما لتحريرها وتقديمها للذائقة بشكل أوسع.
استبدلنا في هذا العدد صفحة كاريكاتير بمعارض من حيث العدد وذلك لما تقتضيه الطبيعة الصحيفة ولما للكاريكاتير من أهمية بالغة في عالم الصحافة والتشكيل في آن واحد، وفي معارض بسطنا المساحة لآراء الفنانين التشكيليين حول المعارض الفنية من حيث التنظيم والدور المناط بها في تقديم المنتج الفني للساحة الفنية ولمتذوقي الفن أيضا مسئوليتها في تحريك السوق الشرائية لهذه المنتجات، كما رصدنا جملة من السرقات التي تتعرض لها الأعمال الفنية والفنان وشدد الجميع على أهمية وجود راعي رسمي للفن والفنان التشكيلي والمتمثلة في مؤسسات الثقافية والفنية العامة ودعا الفنانين إلى استخدام عدسات المراقبة داخل أروقة المعارض لحماية المنتجات الفنية التي بات رجال الأعمال يتنافسون بمليارتهم على اقتنائها والاحتفاظ بها في العالم الأجنبي.
صفحتا المرسم جاءتا مثقلتان بجملة من الموضوعات التي رحلت أوكر بعيون قرائها إلى مرسم عدد من الفنانين التشكيليين العرب حيث التقى الزميل وحيد تاجا بالفنان التشكيلي القدير موفق خولي وتناول معه عدة أمور حول الفن التجريدي باعتباره واحدا من أهم المدارس الفنية التي يقوم عليها الفن فضلا عن ندرة ممارسيه والعارفين بأطره وضوابطه وآفاقه ولخص فيها خولي تجربته العريضة في هذا المجال مؤكدا على نقاط عدة لعل أبرزها(الحلم الذي يحب أن يؤكده في فنه هو خلق حوار مع المشاهد ذلك أن اللوحة تقرأ من عدة زوايا، أيضا ركز على نجاح العمل التجريدي والذي رأى أن أساسه قدرة العمل على تكوين حوار لوني، زد على هذا رؤيته الخاصة التي قال فيها أن التقسيم الحاد والفصل بين المدارس الفنية قد تجاوزها الفن التشكيلي الحديث باستفادة الفنان من كل المدارس لتحقيق تشبع فني للعمل الواحد)، كما وقفنا في مرسم الفنانة الفلسطينية ولاء جمعة والتي جاءت تجربتها لتكشف عن تشققات جدار المرأة التي عراها الزمن،بالإضافة لتناول الأديب السوري صديق التشكيليين لتجربة الرائد محمود جلال بين الواقعية الخاصة والوطنية الغامرة.
في صفحة حروفيات تناول الناقد المصري في مقالته النقدية (دينمائية الحروف وطواعية البناء الكتابي) تجربة حبيب الملايين د.مصطغى خضير كما تناول الناقد العراقي خالد خضير الصالحي الحرب والسلام وتخطيطاتهما وحركة نقطة كل منهما إلى حيث تشاء، فضلا عن عرض أضخم تركيب حروفي لسفير الخط العربي د.حاتم السنجري.
تم استحداث صفحة خربشات وهي تعنى بشئون فنون الطفل وفيها تناولنا بالمقالة عدة موضوعات والتي دعت في مجملها لضرورة اهتمام أولياء الأمور برسومات أطفالهم وتشجيعهم لأنها ليست كما يعتقد الكثيرون مجرد خربشات فالعلم الحديث أكد على وجود شيفرات يمكن من خلالها فهم شخصيات الأطفال واهتماماتهم وتقويم سلوكه.
مرورا بصفحتي لوحات وفرشاة وقلم التي أردناهما أن تكونا بمثابة استراحة للقارئ الكريم لالتقاط الأنفاس ومن ثم إعادة الإبحار للوصول إلى شط فاكهة العدد الكاريكاتير وهي الصفحة التي أردناها خاتمة لهذه الجولة في عالم التشكيل وفيها حاورنا رسام الكاريكاتير التميمي الذي تمرد ضد الفساد وجاءت أعماله بمثابة مسامير حادة في أقدام كل المارقين.
وهكذا هو الكاريكاتير ابن الصحافة البار كعادته يجبرنا على تقليب صفحات الجريدة سريعا للوصول إليه بل البدء في أغلب الأحيان من اليسار إلى اليمين على غير الوضعية الافتراضية للقراءة.